تواصل معي بعض الاصدقاء من مصر يرون اننا نقف ضد مصالح مصر، و ننحاز بشكل تام للجانب الاثيوبي في قضية سد النهضة.
اولاً اشكر كل الإخوة المصريين، الذين تواصلوا معي، ويجب ان اثبت مبدأ مهم، بأننا لا يمكن بايّ شكل ان نضر، او نسعى لضرر مصر، او ان نصطف ضدها، او ضد ايّ دولة اخرى بشكل عدائي كما يرى البعض.
عشنا بينكم، ونعرف المجتمع المصري، في البساطة، وحسن المعشر.
نعم عندما نتحدث بشفافية، و نضع الاصبع علي الجرح هدفنا التقويم، والعمل علي إصلاح علل تاريخية، لا تزال تسيطر علي متخذي القرار في مصر.
يجب علي الإخوة في مصر ان يتفهموا عندما نتحدث عن مصالحنا كدولة، بالضرورة ان لا تُقرن بالإضرَار بمصالح مصر.
اعتقد جازماً ان اجهزة الامن في مصر تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما يحدث، لأنها تعلم حالة الغبن التاريخي الذي يسيطر علي الرأي العام في السودان تجاه مصر الرسمية، ونخبها، السياسية، والثقافية، لأسباب كثيرة يعلمها الجميع لا يسع المجال لذكرها.
فضلت مصر ان تتعامل مع الانظمة بشكل لا يخدم مصالح الشعب السوداني، منذ ايام حكم عبد الناصر، وحتي تاريخه.
هناك خطوات عملية تصب في مصلحة العلاقة بين البلدين، يجب إتباعها، واولها إنهاء إحتلال حلايب، وحل هذه القضية دون اي تلكؤ، او مماحكات سياسية، وان تنتزع مصر هذه القضية من اضابير الإعلام الشعبوي، الذي كرس لحالة من التوتر والتشنج، في قضية واضحة، لدرجة إمتنعت وستمتنع مصر من الذهاب بها إلي ايً تحكيم دولي.
ثم تعتمد مصر العمل الدبلوماسي عبر وزارة الخارجية، بدلاً عن اجهزة الامن، التي تعتبر الشأن السوداني ملف امني كقطاع غزة.
مصر في الحقب السابقة لها نفوذ غير مبرر داخل السودان، وبالذات في مسألة مياه النيل.
لي تجربة شخصية، نمتلك ارض علي النيل الازرق، وفكرنا في وقت مبكر بأن نغيّر فيها النشاط، لتصبح ارض لزراعة الفواكه، والخضروات" جنينة" مروية من النيل الازرق، وبدأنا في الإجراءات، للأسف وقفت في طريقنا ما يسمى بموافقة الري المصري، التي لم نحصل عليها حتي تاريخه، والمعروف ان كل حصة السودان من مياه النيل تذهب إلي مصر منذ توقيع إتفاقية نهر النيل بين مصر، والسودان، المستعمرتين تحت التاج البريطاني، دون ان تُذكر اثيوبيا في ايً من فقراتها..
ايامها كنت في بواكير الصبى، ولكن ايقنت من ساعتها ان هناك امر خطأ يجب ان يُصحح ويقوّم.
هل يُعقل ان تتدخل دولة أُخرى في مسألة تخص مواطن في اقاصي دولة اخرى ذات سيادة؟
الاكيد شيئ مؤسف، قبل ان تتحمل مصر المسؤلية، يتبادر إلي الأذهان سؤال منطقي، اين الدولة السودانية من هذا؟
ارجو من الإخوة في مصر ان يعوا اننا نبحث عن مصالحنا، وما نكتبه بمثابة نية صادقة من القلب، لنرى علاقة محترمة بين شعبينا، تحكمها المصالح المشتركة، والمصير المشترك في الجوار.
لابد ان نعي بان الحقب التي تُحسب فيها الحسابات بشكل احادي قد ولت بلا رجعة، فحساب المصالح يجب ان يكون علي قدم المساواة!!!
ادعوا الله العلي القدير ان يحفظكم جميعاً، ويبقى الود ما بقي النيل شاهداً، علي نقاء الشعب السوداني العظيم، مفجر ثورة ديسمبر المجيدة.
خليل محمد سليمان
03-13-2020, 06:49 AM
بشير ميرغني سعيد بشير ميرغني سعيد
تاريخ التسجيل: 12-10-2019
مجموع المشاركات: 40
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
بشير ميرغني سعيد
Hassan Farah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست