الامن يُعتبر سلعة غالية الثمن، والجميع يبحث عنها، وذلك لأهميتها في الإستقرار السياسي، والإقتصادي والإجتماعي.
في الدول المحترمة تكون المؤسسات الامنية عميقة في تناول شئون الامن القومي، وبالضرورة تكون لا علاقة لها بالسلطة الحاكمة في التوجيه او العمل، بل تعمل السلطة الحاكمة علي تنفيذ كل ما ترصده هذه الاجهزة من دراسات، وتقارير، لمنع حدوث مخاطر، او محاربتها، او العمل علي دعم المصالح العليا للدولة.
ما دعاني لكتابة هذه السطور حادثة بسيطة لا للحصر، فالسودان كدولة، مستباح لا يوجد به جهاز امن محترف في رصد، وتحليل المعلومة، حتي تصبح قاعدة للتعامل في قضايا الامن القومي.
قبل اكثر من إسبوع تداول رواد التواصل الإجتماعي تسجيل صوتي لأحد مواطني دولة مجاورة، وهو يدعوهم للتحايل، والدخول الي الدول التي حظرت دخولهم من بلادهم، بالسفر عبر السودان، ومن ثم الي الوجهة التي يريدها.
لو كنا نمتلك اجهزة امن فعلاً لكانت رصدت دخول مواطني هذه الدولة بعد هذا التسجيل، وبعدها يتم إتخاذ القرار المناسب، حتي لا تضيع مكتسباتنا، وتهدر حقوق المواطن المغلوب علي امره بالمجان.
السودان لم تسجل به حالة واحدة للكرونا، وللأسف بسوء الإدارة، وعدم مهنية اجهزة الامن، اصبحنا من الدول التي تدخل في قوائم الحظر.
فالمملكة السعودية سجلت عشرات الحالات لمواطنين قادمين من السودان، وفي الاصل هم غير سودانيين، بل إتخذوا من السودان محطة للتحايل علي السلطات، التي تمنع دخولهم عبر اراضيهم.
قبلها باسابيع تفاجأ الجميع برفع السودان من المنافسة في برنامج القرعة العشوائية للإقامة الدائمة في الولايات المتحدة" اللوتري".
علي مستوى العالم كل الاجهزة الامنية تصنف الإنسان السوداني، بالمثالي في الإنضباط، وعدم التطرف بكل اشكاله.
المصيبة الكبرى هي مصيبة الدولة التي نعيش فيها، فهي لا تمثل دولة بالمعنى الحقيقي للدول التي تبحث عن الامن، والامان لمواطنيها، ورعاياها.
دولة السودان، جواز سفرها يحمله كل من هب ودب، في السابق كان سلعة لتقديم اللجوء، و الاسوأ رصدت الولايات المتحدة في السنين القليلة السابقة دخول جنسيات، وقوميات لأراضيها عبر القرعة العشوائية بجواز، ومستندات سودانية، من قوميات وجنسيات اغلبها لم يعرف اين يقع السودان في الخريطة.
بهذا يكون السودان فاقد للأهلية للتعامل مع العالم بشكل محترم.
جهاز الامن المزمع إنشاءه، إذا تم تحت إدارة جهاز الشرطة بشكله الحالي، والمسيطر عليه سدنة النظام البائد، فلا تحلموا بايّ تحسن، او عمل مهني يخدم مصلحة امن هذا البلد.
جهاز الشرطة الذي اوكلت له هذه المهمة، نفسه يحتاج تطهير، وهيكلة، حتي يتعافى، ويصبح جهاز مهني في المقام الاول، ليتمكن من القيام بمهام اخرى لها علاقة بالتغيير، ورسم خريطة جديدة للأمن في البلاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة