ما كان للثورة ان تزيل نظام الاسلام السياسي لولا ؛ وحدة الشعب السوداني وعبقريته التي نادت بشعارات الحرية والسلام والعدالة ،ولا كان لها ان تنجح دون التحام جماهير البلاد في قالب واحد وبحنجرة واحدة ( تسقط بس) منددين بالتهميش والظلم واللا مساواة ....الخ ،وان مايدهش في هذه الثورة ليست سلميتها التي اذهلت العالم بل؛ ولاول مرة يكون وجدان السودانيين مشتركا وموحداً تجاه الاهداف التي خرجوا من اجلها، وهو امر لطالما كتب عنه الكثير ،خاصة فيما يتعلق باشكال الهوية وتشظي الذات السودانية الحائرة مابين العروبة والافرقة ولا غرو؛ ففي الثورة رُفع شعار "الشعب يريد بناء سودان جديد" وكانت صورة الدكتور جون قرنق حاضرة في مقر الاعتصام في خطوة تعتبر رد اعتبار للزعيم الراحل واحتفاءاً بتنظيراته حول التنوع التاريخي والتنوع المعاصر ودعوته لان نكون سودانيين أولاً ،وكان ان لحِق بالشّعارات المرفوعة شعار " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور" وكان هذا الشّعار تأكيدا لمبدأ التساوي في المواطنة . ان ثورة ديسمبر المجيدة أفرزت واقعاً جديداً، وهو ان هناك اتفاقا مبدئيا بين جموع الشعب السوداني على ضرورة قيام مشروع وطني جديد قائم على العدالة والحرية والمساواة ،مشروع قائم على ازالة كافة اشكال التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وهو اتفاق بدأ بالثورةوسيتواصل لحين إكمال أهدافها ، إنه حُلم الشّعب ببلاد جديدة وبمجتمع بفكر جديد خالٍ من العنصرية والتهميش بكل انواعه. ان أسوأ حدث يمكن ان يؤرخ له في تاريخ صحافة ما بعد الثورة ، هو ما جاء في صحيفة الانتباهة العدد رقم (4908) الصادر في 28 فبراير 2020، في عمود " ترحال" لكاتبه الذي يدعى العمدة الحاج علي صالح حيث اورد ،واقتبس" وقالت ان اصلها جعلية من شندي وقلت : الله يجعّلك في النار يالمطلوقة يا الماعندك وليان... انتي ماك جعلية بل خادم جعليين" إلى اخره من الهُراء التّافه الذي كُتب . واذا صرفنا البصر الذي سيرجع خاسئاً وهو حسيرٌ عن لغة المقال التافه لكاتب صحيفة الغفلة، نُصاب برائحة نتانة اللّفظ الخادش للحياء والمُكرّس للعنصرية والدونية والذي تقف حِياله مؤسّسة كاملة اسمها الانتباهة في زمن (غفلتها) وهي لقيطُ النظام الفاشّي، رضعت من ثدْيه الكراهيّة والعنصرّية وعملت على جعلها أعمدة لمشروع أدى إلى؛ إنفصال جزء من السودان، وذبحت ثوراً اسودا واسْمت انفصال جنوب السودان باستقلال السودان الحقيقي! وكان يومها الطيب مصطفى متزعما الوية العنصرية والكراهية والبذاءة ومن ماخوره النتن يصدر غفلته مغلفة بالعنصرية والسباب واللعان. ان صحيفة الغفلة لا تزال في غيّها ، بجانب انها احدى مؤسسات قوى الثورة المضادة التي تعمل على افشال الثورة . ان حكومة الثورة مطالبة بايقاف هذه الصحيفة التي تروج لخطاب الكراهية التي تعمي البصائر، والعنصرية التي هدّت بلادنا وتركت جرحاً بالغا في كثير من افراد الشعب السوداني. ان جزء من اهداف هذه الثورة التي ينبغي ان تحققها هو ؛سنّ قانون يجرّم العنصرية ويعاقب عليها بالسجن ، بجانب القيام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة هذه النكبة والانتكاسة الخطيرة التي تستخدم فيها وسائل الاعلام للتحريض على خطاب الكراهية والعنصرية وخاصة بعد الثورة . وان على الناشطين والمثقفين والمجتمع المدني وقوى الثورة ان يكون صوتها موحداً تجاه ضرورة محاسبة الصحيفة قانونياً، وان هذا الامر يجب ان لايمر مرور الكرام. #ايقاف_صحيفة_الانتباهة #قانون_لتجريم_العنصرية
03-03-2020, 06:22 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851
وان على الناشطين والمثقفين والمجتمع المدني وقوى الثورة ان يكون صوتها موحداً تجاه ضرورة محاسبة الصحيفة قانونياً، وان هذا الامر يجب ان لايمر مرور الكرام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد يعقوب
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست