كانت إيران الشاه من اوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل في ظل حكومة مصدَّق، وبعد الثورة الخمينية ساءت العلاقات لكنها لم تنقطع تجارياً، ففي حرب العراق إيران، كانت أمريكا تطلب من دول الخليج دعم صدام بالمال والسلاح، وفي ذات الوقت كانت إسرائيل تبيع السلاح لإيران. قبل أكثر من عقد أوقعت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركات إسرائيلية لأنها تمارس أنشطتها في إيران (قرابة ١٤٠ شركة). مع ذلك، فإيران ظلت تدعم تنظيم حزب الله الشيعي، وحماس السني، والآن تلعب دوراً مؤثراً في العراق وسوريا. لقد سعدت إسرائيل كثيراً بخطوات البشير عندما قطع علاقته بإيران، لكنها لم تفده بشيء. في ذات الوقت تعاني إيران من عزلة خانقة، والعملة الإيرانية منهارة تماماً، خاصة بعد تملص أمريكا من إتفاقاتها مع إيران. مع ذلك تلوح إيران ببرنامجها النووي (برنامج فاشل)، وبعلاقتها بروسيا والصين. غير أن إسرائيل تحتاج إلى اعتراف إيران بها، فإيران دولة لها تاريخها الثري جداً. كما أن الولايات المتحدة تحاول شرعنة وجود الدولة الإسرائيلية في المنطقة عبر مزيد من الاعتراف الدولي. لذلك فالدولتان تحتاجان لبعضهما البعض. يمكن للسودان أن يشرع في لعب دور مقاربة بين إسرائيل وإيران، عبر مفاوضات تجرى في العاصمة الخرطوم. وذلك لتطبيع العلاقات بين البلدين. والمهمة قد تنجح أو تفشل لكنها تخدم السودان بشكل مباشر، إذ تعيده للخارطة الدولية، وتنأى به عن الصراع العربي الإسرائيلي، وتمنح السودان فرصة الوجود مع الكبار (الاتحاد الأوروبي، أمريكا، إسرائيل، ثم إيران). اما لو نجح السودان في هذه المهمة، بحيث تحققت الضمانات الكافية لعلاقات مستقرة بين إسرائيل وإيران، أو على الأقل أقل سخونة مما هي عليه اليوم، فسوف يضع ذلك السودان أمام مرحلة تاريخية وميلاد جديد. هناك إمكانيات جيدة يمتلكها السودان مع وجود جهاز مخابراته الذي يملك معلومات جيدة، خاصة في الدول الساخنة كالعراق وسوريا وافغانستان والصومال..مع توفر الثقة فيه من قبل الدولتين (إيران وإسرائيل) وخبرات التوفيق بين الدول المتنازعة تلك الخبرة المشهودة للسودان تاريخياً كما حدث عندما وفقت بين مصر التي كانت مطرودة من الجامعة العربية والدول الهربية الأخرى..والتوفيق بين المتمردين وحكومة سلطنة عمان..الخ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة