ألظواهر الصوتية,غرض أم مرض؟ بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2020, 06:27 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألظواهر الصوتية,غرض أم مرض؟ بقلم إسماعيل عبد الله

    05:27 PM February, 22 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بارك الله في مارك زوكربيرج الذي جعل هذا ممكناً, فالفيس بوك رائد منصات التواصل الاجتماعي له خصائص نوعية تفوق الخدمات التي تقدمها المنصات الأخرى, مثل الجودة العالية للصورة والصوت للبث الحي (اللايف), فبوابة مارك هذه قدمت خدمات جليلة للشعوب المستضعفة بأن ساعدتها على إزالة اعتى الدكتاتوريات, لكن وكما هو معلوم أن كل نعمة تصاحبها نقمة, فخدمة (اللايف) بالفيس بوك لها عيوبها وسلبياتها التي يمكن أن تتجلى من خلال تصنيف هؤلاء المستفيدين من الخدمة.
    الصنف الأول هو ذلك الناشط الوطني الغيور والمستقل الذي لا يرتهن لغير الأجندة الوطنية, يقدم خطاباً صادقاً ومتسقاً ونابعاً من القلب وتجده لا يبحث عن الأضواء, ومنهم من لا يعرض صورته الشخصية اثناء البث الحي بل يكتفي بالبث الصوتي, مثل هذا النوع من الناشطين هو الذي عمل على التغيير والاطاحة بالدكتاتور بنشره للوعي بعيداً عن التكالب على السلطة والتهافت للحصول على الشهرة و السعي نحو البهرجة وتسويق الذات, وغالباً ما يكون مستقلاً مادياً سواء بحصوله على وظيفة مرموقة خارج البلاد, أو لامتلاكه عمل خاص يمثل خلاصة كفاحه الفردي في الحياة.
    أما الفصيل الثاني فهو حزبي منظم يتبع لجماعة سياسية أو طائفة دينية, وهذا الفصيل من الناشطين يعتبر من الظواهر الصوتية التي أطلت بوجهها الانتهازي على منصات التواصل الاجتماعي, إن لقيته تجده خادماً مطيعاً لاجندات حزبه و خاضعاً ذليلاً لرغبات جماعته و طائفته, ولايعير بالاً لقيم الديمقراطية ولا يؤمن بها ولا يتقبل الرأي الآخر, بل يكون متشنجاً ومتطرفاً جداً إذا تعرض له أحدهم ولطم طوطمه الطائفي الذي ظل يعبده زمانا, وهذا النوع من (اللايف بوي) تجده من أكثر الناشطين تدميراً لممسكات الوحدة الوطنية, لأنه لا يعبأ بالوطن ولا بالمصلحة العليا للبلاد , يصول ويجول في رحلات بحث دائمة للثأر من خصوم الماضي البعيد, ذلك الماضي الذي لا يمكنك ان تجد له علاقة تربطه بتحديات العصر الحاضر الذي يذخر بالجديد من المشكلات المختلفة كماً ونوعاً.
    أما الصنف الثالث فهو ذلك الناشط والمواطن البسيط الذي دلف إلى ساحات التواصل الاجتماعي بدوافع سماحة النفس وطيب الخاطر السوداني المعهود, تسمعه يتحدث ببراءة و انفعال عاطفي وتلقائي دون اكتراث للمتغيرات الدولية و الاقليمية و الجيوسياسية, وخلاصة صلاته بالعمل العام هي الدردشة و الونسة تحت ظلال اشجار النيم و في اركان دكاكين الحي, أو مع لمة الأصحاب حول عمود الكهرباء المركوز تحته اللستك, مثل هذا الشخص يمكن أن يتم استغلاله و استغفاله من قبل الدولة العميقة و بكل سهولة يمكن توظيفه لأن يلعب دور المغفل النافع دون أن يدري.
    النوع الأخير لهذه الظاهرة هو المريض النفسي الذي وجد ضالته في نافذة لايف الفيس بوك, وهؤلاء المرضى النفسانيون يخيل إليهم أن هواجسهم الشخصية يجب أن تكون محور اهتمام العالم, ليس ذلك وحسب وإنما يفترضون قراقوشياً أنه يجب على كل سكان الكرة الأرضية الانتباه لما يقولون, ليس من باب حرية الرأي وإنما واجباً و فرضاً مقدساً على الجميع أن يستمعوا مكرهين لخلاصة الفكر المزعوم الذي انتجته البشرية, مثل هذا النوع من الكائنات الحية له فائدة واحدة هي تحقيق رفاهية وامتاع المتلقي بغرابة الأدوار الدرامية, التي يقومون بأدائها متقمصين لشخصية الرجل المتفرد والعالم الخبير ببواطن الأمور والمتنبيء الخارق الذي يخبرنا بماذا سوف يحدث غداً, أي وبكل اختصار ان كل واحد منهم يطرح نفسه سوبرمان العصر.
    من حسنات منصة فيس بوك أنها وضعت مقدراتنا الكتابية واللغوية والخطابية و الأخلاقية و الاكاديمية, على محك تحدي الامتحان والمكاشفة أمام مرأى ومسمع البسطاء من عامة المجتمع من اصحاب الحسابات المسجلة بالفيس بوك, وهؤلاء البسطاء هم الأدرى بالحقيقة لأنه يوجد وسطهم العالم بقواعد اللغة والمتخصص في علم الصوتيات, وبينهم أيضاً القاضي المتقاعد و المعلم والمربي الوقور والمهذب الذي لم يبحث يوماً عن منصب ولا جاه او سلطان, فعاش غريباً بين الناس و قريباً من همومهم مصغياً لشكاويهم لكنه آثر الصمت وفضل أن يجلس على المدرجات لكي يستمتع بالمشاهدة, ليس لأنه عديم للحيلة و لكن لأنه توصل إلى يقين وقناعة لم يتوصل إليها اصحاب الحلاقيم الكبيرة والألسن الطويلة, الذين شغلوا حوش مارك بالصراخ والعويل والتشنجات المزعجة فانطبق عليهم قول المولى عز وجل:( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de