أذكر اننا كنا صغار يافعين طلاب فيما يسمى بالمدارس الوسطي التي تبدأ من الصف الخامس ، كنا نعمل في رئاسة هيئة البحوث الزراعية في مدني في الاجازة المدرسية كعمال زراعيين بحكم قربها من قريتنا الكريبة ، واذكر أنه في مطلع السبعينات من الشهر الماضي استجلب مشروع الجزيرة خبراء من الصين قبل ان تصبح دولة رأسمالية وتبيع وتشتري فينا ، وقد تمت تجربة الارز في ارض الجزيرة وحققت نجاحا منقطع النظير ، وقد عملنا مع الدكتور الصيني الذي قام باجراء التجارب الناجحة ، وقد تمت زراعة الارز في الجزيرة وحققت نجاحا طيبا واعتبر مصدرا جديدا للغذاء و للدخل لمزارع الجزيرة. لكن لسوء الحظ بعد سنوات قليلة وانتشار الفساد ، واثر ذلك على الاداء وخاصة في مجال الري ، لأن الارز يعتمد اعتمادا كليا على المياه ، وبدأ العطش في المشروع مما ادى لتوقف زراعة الارز مثله مثل غيره من المحاصيل الأخرى.
وبفشل مشروع الجزيرة رئة الاقتصاد السوداني بحجة أن اهل الجزيرة تربية شيوعيين فشل كل شيء. وقد شهدت البلاد معاناة غير طبيعية واستشرى الجوع في البلد التي ينظر ايها أنها سلة غذاء العالم. وكل ذلك بسبب سوء الادارة وفشل التجربة السياسية بالبلاد. الله يجازي الذي كان السبب.
وبدلا من تعرضنا للاذلال من مافيا المخابز والحاجة للوقوف بالساعات في طوابير الخبز علينا تناول الارز بدلا عنه لأنه لايحتاج إلى مخبز أو فرن او فران ولا خميرة او محسنات ، ومجرد انه يوضع في النار لبضع دقائق قليلة مع شوية ملح ويمكن أكله وجبة طيبة ومفيدة. وعلى الرغم من أننا لم نتعود على ذلك الا ان الملايين من السودانيين الذين عاشوا في الخليج أو غيره من دول العالم تعودوا عليه ويمكنهم اكله كبديل للخبز. ويمكن تناوله مع قطعة طماطم واحدة لايحتاج لحم أو خضار ، أو أكله باي طريقة مثل البرياني والكبسة أو مع الطبيخ السوداني الخ... وعلينا استيراد كميات وافرة منه حتى تحل مشكلة الغذاء نهائيا.
وللأرز الكثير من المزايا صحية وغذائية نلخصها في الآتي
الأرز مصدر للطاقة يعتبر الأرز مصدراً صحياً لتزويد الجسد بالطاقة، إذ يحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والتي تعتبر بالأساس مصدر رئيسي للطاقة حيث يحصد الجسم ما مقداره 50% من السعرات الحرارية يومياً.
ونصف كوب من الأرز الأبيض المطبوخ يحتوي على 103 سعرة حرارية، بينما نصف كوب من الأرز البني يحتوي على 108 سعرة حرارية.
الأرز مصدر للألياف الغذائية نصف كوب من الأرز الأبيض المطبوخ يوفر ما مقداره 0.3 غرام من الألياف الغذائية، بينما نصف كوب من الأرز البني المطبوخ يوفر للجسم ما مقداره 0.9 غرام من الألياف .
فقد أثبتت البحوث أن الأرز مفيد لصحة القلب، لاحتوائه على نسب منخفضة من الدهون عامة والدهون المشبعة خاصة، كما أنه يحتوي على القليل فقط من الصوديوم. الذين يعانون من الكولسترول: فنخالة الأرز تعمل على تخفيض مستويات الكولسترول السيء LDL في الدم، وتحافظ على مستوى الكوليسترول الجيد HDL..
يجب علينا ان نعمل للتخلص من مافيا المخابز والدقيق سواء عن طريق الارز أو الكسرة أو الحمص وحتى بليلة الذرة او القراصة أو الذرة الشامية كما يقولون الذرة الحلوة كلها مواد بديلة ومغذية مالها ، ويمكننا الحصول على الفوائد واكثر من هذه الحبوب بديلا للقمح .
باي باي القمح ، باي باي الرغيف.
02-22-2020, 08:21 PM
عمر عيسى محمد أحمد عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
هي نفس قصة الملكة ( الفرنسية ) المشهورة .. والتي سألت عن أسباب ثورة وانتفاضة الشعب الفرنسي فقيل لها : ( السبب يكمن في ندرة الخبز في البلاد ) .. فقالت بمنتهى البراءة قولتها تـــلك الشهيرة : ( ما يأكلوا كيك ؟؟!!! ) ..
وأنت هنا تقول بمنتهى البراءة : ( لماذا لا يصبح الأرز بديلاُ ؟؟؟؟ ) .. وكأن ذلك الأرز هو ذلك المتاح المباح البائر في الأسواق !! .. ولو فكرت قليلاُ لاكتشفت أن العلل في السودان لا تكمن في كميات الإنتاج ولا تكمن في التوريد .. ولكن تكمن في ذلك الإنسان الجشع المحتكر .. ولا فرق إطلاقاُ بين إنتاج القمح بكميات وبين إنتاج الأرز بكميات ما دامت المحصلات سوف تكون في أيدي هؤلاء المحتكرين الجشعين في نهاية المطاف .. وكان المفروض أن تسأل نفسك قبل أن تقترح ذلك الاقتراح : ( إذا كانت دولة السودان هي من أغنى الدول التي تملك الثروة الحيوانية في العالم فلماذا ذلك الغلاء في أسعار اللحوم ؟؟؟؟ ) .. ولماذا لا يستطيع معظم الأسر السودانية شراء اللحوم ؟؟ .. والإجابة بمنتهى الوضوح : ( لأن الثورة الحيوانية يحتكرها نفر من الجشعين من أبناء السودان ) .. ونخشى أن تقول هذه المرة : ( لماذا لا يكون الدجاج هو البديل ؟؟ ) .. وأنت تعرف أن الدجاج والأسماك في السودان أغلى من اللحوم !!! .. ولو تم زراعة كل مساحات السودان الزراعية ( بالأرز ) شرقا وغرباُ وجنوباُ وشمالاُ فما الذي أدراك بأن الذين يحتكرون الدقيق والقمح واللحوم حاليا سوف لن يحتكروا ذلك الأرز في المستقبل ؟؟؟ .. وبالتأكيد فهؤلاء سوف يحتكرون سلعة ( الأرز ) بنفس المنوال كما يحتكرون سلعة الدقيق وسلعة اللحوم .. وحينها سوف يجتهدون في تهريب ( الأرز ) لخارج البلاد وإثراء تلك الدول الأفريقية المجاورة في الوقت الذي فيه سوف يشتكي الشعب السوداني من قلة القمح ومن قلة الأرز .. وبدلاُ من الوقوف في صفوف الرغيف أمام المخابز سوف يقفون في صفوف ( الأرز ) أمام المتاجر !!.. ويا زيد لا رحنا ولا جئنا !! ..
وعليه من سابع المستحيلات أن تقول بمنتهى البساطة والبراءة ( باي باي القمح ، باي باي الرغيف ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست