المواكبة الجادة للانتفاضة الكبرى بنفس المعيار العالي الذي يريده الشعب السوداني كان مفقودا لدى ذلك الرئيس حمدوك .. لدرجة أن الشعب السوداني بدأ يشك في أن ذلك الحمدوك يعرف مسببات الثورة والانتفاضة !!.. وعلماء النفس يؤكدون ضرورة مجاراة الشباب في الحماس عند التعامل مع الشباب .. وذلك بالقدر الذي يرضي طموحات الشباب وآمالهم وأحلامهم .. أما حالات الوقار والاتزان والهدوء الزائد عن الحد فتلك حالات قد تروق فقط للكبار .. وحمدوك يجهل كثيراُ مناسك الإثارة في نفوس الثوار الشباب .. وتلك معضلة تحبط الهمم وتخذل الأحلام في نفوس هؤلاء .. والتجارب السابقة مع الرئيس الجديد ( حمدوك ) خلال الشهور الماضية قد أكدت بأن ذلك الرجل لا يجيد الطبخة إلا تحت النيران الهادئة !.. وتلك طبخة لا توافق ولا تليق بالثورات والانتفاضات الكبرى في العالم .. وهو بمنتهى الهدوء يرجو الانتظار والصبر بالقدر الذي يرسخ القوائم ويثبت الدعائم .. وتلك نصائح لا تجاري الدماء الحارة للشباب .. ولا تلبي صيحات الثوار العاجلة الملحة .. وهي نصائح قد تجدي وتفيد في عالم الكبار والشيوخ .. لأن عالم الكبار والشيوخ يجاري دائماُ تلك النصائح التي تواكب مقدراتهم البدنية .. كما تجاري تلك الهمم الفاترة .. وهي تلك الهمم التي لا تطابق همم الشباب الثائر .. وبالتالي فإن نصائح الصبر والتحمل والانتظار عادة تكون ملولة غير مستساغة وغير مرغوبة لدى الشباب .. وبالأمس تكلم السيد حمدوك بكلمات ثورية ترضي طموحات الشباب .. ثم أظهر لأول مرة تلك العلامات التي تواكب مطالب الثوار في البلاد .. حيث خاطب الجمهور السوداني بالقول : ( أنا قررت الآتي .... ) وكانت قراراته بمستوى الثورة والانتفاضة .. وهي تلك القرارات التي يفضلها الشباب الثائر في هذه الأيام .. والشباب في مرحلة من المراحل ظن أن ذلك الحمدوك لا يغضب إطلاقاُ كالآخرين !.. وعلامات الغضب عند الحق يسعد كثيراً أبناء الشعب السوداني .. وتؤكد في عرف الشعب السوداني أن الرجل الذي يغضب يملك الغيرة والشهامة .. وهي تلك الغيرة والشهامة التي ينادي بها الشعب السوداني منذ الوهلة الأولى للانتفضاضة في حكومة حمدوك .. وكذلك يريدها في هؤلاء وزراء حمدوك .. هؤلاء الوزراء ( المبهمين ) الذين لا يعرف أحد أين يتواجدون في معمعة الأحداث .. وهم هؤلاء الوزراء الذين من أول يوم لتولي المناصب يظهرون الحياء كالضيوف !!.. ويا عجباُ لهم من ضيوف يشرفون المقامات !!.. وبالصراحة التامة فإن لسان حال الشعب السوداني يقول لهؤلاء الوزراء : ( نحن مش ناقصين دلع النجباء !! ).. ويكفي أننا نواجه النقص في ذلك الخبز ( القوت الضروري ) للحياة .. ويكفي أننا نشتكي من شدة الغلاء والبلاء والأمراض .. كما أننا نشتكي من أزمة المواصلات .. وتزداد أحوالنا سوءُ بممارسات القمع والكبت والتنكيل !! .. والخلاصة تؤكد أن الانتفاضة الكبرى للشعب السوداني هي الآن في حاجة شديدة لانتفاضة كبرى في نفوس وهمم هؤلاء الوزراء المتغيبين عن المجريات والأحداث .. وهو الشعب الذي يرجو من هؤلاء الوزراء أن يزلزلوا الأرض تحت الأقدام بتلك القرارات الشجاعة ويتلك الانجازات التي تقوم البلاد .. ولا يريد تلك ( الحدودات ) الفارغة التي تماثل ( حدودات ) الحبوبات قبل المنام .
كان بيان مجلس الوزراء مقتضباُ وعلى عجالة في الساعات الأولى من صباح الأمس .. حول الأحداث التي شهدتها العاصمة قبل يومين .. وقد أكد البيان حق التظاهر وتنظيم المسيرات .. كما أكد البيان على أن شركاء الفترة الانتقالية حريصون على احترام حق الجماهير في التعبير السلمي عن آرائهم ومواقفهم .. كما أدان البيان الاستخدام المفرط للعنف ضد الجماهير مما نتج عنه إصابات مختلفة .. كما كان بيان السيد حمدوك صوتياُ للشعب السوداني يوضح فيه قراراته تلك الشجاعة .. والشعب الآن في انتظار تلك الفترة التي حددها السيد حمدوك .. حيث فترة التحقيق ومعرفة المخطئين في تلك الأحداث بجانب العقوبات المتوقعة على هؤلاء تجرؤوا في اهانة الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة