(مُخاطرة كُبرى) أن يتبَّنى تنظيم سياسي أو مهني أو حتى نقابي حملة جماهيرية إعلامية تهدُف إلى (مناهضة) القوانين واللوائح المهنية التي يعمل بها الجيش السوداني منذ عشرات السنين ، ولو كان ذلك خلف دِثار القداسة الثورية وشعار الإنحياز للوطن أو دعم ومُساندة الذين وقفوا مع الثورة وأيَّدوها في ساعات مخاضها الأولى.
الصحيح أن يسعى المتضرِّرون من الضباط الذين تمَّت إحالتهم للمعاش لإنصاف أنفسهم والدفاع عن مواقفهم الثورية و(مآخذهم) المهنية عبر المؤسسية وبذات القوانين واللوائح التي تُتيح لهم الإستئناف والتظلُّم ، فإن أشارت النتيجة المُجرَّدة بعد ذلك بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمر تشوبهُ مؤامرة سياسية أو(مقاومة) لمنسوبي النظام البائد داخل الجيش تفيد تخطيطهم لإستهداف المرحلة الإنتقالية برُمتها ، عبر تسريح من أبدوا إنحيازاً للثورة والثوار ، حينذاك يصبح من المنطقي التعامل مع الأمر كقضية تستوجب إثارة الرأي العام وإعمال أدوات الضغط السياسي.
أما وقد حصر بيان القوات المسلحة أسباب إحالة هؤلاء الضباط بما فيهم الملازم محمد صديق للمعاش ، في كونها مسببات مهنية بحتة ومستندة إلى (سوابق) ووقائع ضبطية ليس من بينها الحجرعلى مواقفهم السياسية والثورية بالرغم من مخالفة تلك المواقف لـ (شكليات ومضامين) العُرف العسكري ، يظل الأمر بالنسبة لي مُجرَّد (إجراء تنظيمي داخلي) يخُص مؤسسة الجيش التي يجب وإنحيازاً للمصلحة العامة إحترام قوانينها ولوائحها وأعرافها في التعامل مع مثل هذه الأمور الروتينية.
أما من منظور العدالة المحضة فإن الكثيرين من أبناء هذا الوطن وعلى مستوى فئاته المهنية المختلفة قدَّموا للثورة وملحمة الإنعتاق من قبضة العهد الإنقاذي ما هو أكثر من (هُتاف) وإنفعال وحماس مُرتجل ، فأين حق هؤلاء في فضيلة الإنصاف المادي والمعنوي ؟ ، وأين (رد جميلهم) المُعلَّق في رِقاب مَنْ ينادون بالخروج في المواكب إحتجاجاً على قرار مؤسسي يخُص الجيش السوداني ولو شابتهُ الأخطاء والعِلل.
أيها الثوار الأحرار ما يبدو اليوم (طبيعياً) ومقبول المذاق ، سيصبح غداّ علقماً مُراً يغُصُ الحُلوق ، لا تنجرفوا وتُخدعوا وتنساقوا وراء الذين (يُراهنون) على الطعن في خاصِرة الفجر الديموقراطي الواعد بأكثر الأسلحة فتكاً ، ألا وهو صناعة وتدبير أسباب (المواجهة) بين العسكريين والمدنيين على المستويين الرسمي والشعبي ، في وقتٍ تحتاج فيه البلاد إلى أقصى درجات التعاضُد والتآذُر ، كما يحتاجُ فيه العباد إلى إستثمار الوقت والجُهد فيما يفيد ويدعم مُخطَّطات إنتشاله من مُستنقع أزمة الضغوط الحياتية الماثلة .. عودوا إلى رُشدكم يرحمكم الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة