لقد نسوا تلك الأوامر العسكرية الصارمة حين أخذتهم الهاشمية .. وامتطوا كالآخرين أفراس الحماس .. وتمردوا جهاراُ ونهاراُ وهم يلبسون الأزياء العسكرية .. أرادوا بصدق وأمان أن يكونوا في زمرة الجماهير السودانية الثائرة .. والشعب في حينه كان يشفق على هؤلاء ويقول لهم : ( يكفي حتى هنا ،، ولا توصلوها حتى النهاية ،، ونحن مدججين بالقضايا العامة العويصة .. ولا نريد المزيد من تلك الأحمال الجانبية !! ) ولكن هؤلاء الإخوة العساكر تمادوا في مساندة الشعب بذلك القدر المكشوف .. ثم دارت الدوائر قبل أن تهدأ تلك العواصف الهوجاء ,, وحين سكتت العاصفة وجد هؤلاء العساكر أنفسهم يواجهون أشد ألوان العقوبات العسكرية .. وذلك الشعب السوداني قد انشغل في تكملة مراسيم الانتفاضة والثورة .. وفي خضم تلك الرسالة المجيدة نسي وتجاهل الشعب الكثيرين والكثيرين من هؤلاء الرفاق والزملاء الذين كانوا معه في خنادق الكفاح والنضال .. وهؤلاء الإخوة العساكر في عرف العسكرية يواجهون أشد ألوان العقوبات .. وهي تلك الأحكام العسكرية التي لا تعرف مصطلحات ( عفا الله عما سلف ) .. قوانين صارمة لا تتعامل إطلاقاُ مع العواطف الإنسانية .. ولا تقبل التشفع والأعذار !!.. والمحاكم العسكرية في كل أرجاء العالم تنطلق من حكمة أن العسكري النظامي حين يتهم بالتمرد فهو : ( إما مذنب وإما غير مذنب ! ) .. والمعروف أن÷ من أخطر القوانين العسكرية في العالم مخالفة الأوامر العسكرية تعمداُ وتمرداُ .. وهؤلاء الأبناء الأعزاء من العساكر الذين وقفوا بجانب الشعب السوداني في تلك الأيام العصيبة كانوا يعرفون أنهم يخالفون قوانين عسكرية صارمة .. ورغم ذلك فقد تجرؤوا وتمردوا لإنجاح ثورة الشعب السوداني .. ثم كانت تلك العقوبات الشديدة الصارمة من حكومة عسكرية مؤقتة .. وقيادة تلك الحكومة المتمثلة في ذلك( البرهان ) لم تنل تلك المكانة والقيادة إلا بفضل ثورة الشعب السوداني وبفضل هؤلاء العساكر الأبطال الذين جاهروا بالعصيان .
ويتحدث الشارع السوداني في هذه الأيام عن تلك المسيرة ( المليونية ) التي سوف تنطلق غداُ في شوارع الخرطوم لمطالبة كل مكونات الحكم الدستورية الحالية بإعفاء هؤلاء الإخوة العساكر الأشاوس من تلك العقوبات العسكرية والتي تم بموجبها إيقاف هؤلاء عن الخدمة العسكرية .. والشعب يرى أن تلك الأحكام غير منصفة وغير عادلة لفئة من أبناء السودان حاولت أن تقف بجانب الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والأبناء والبنات .. ولا يليق بالشعب السوداني أن يقف صامتاُ دون أن يدافع عن هؤلاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست