شهداء الانتفاضة الثالثة يتململون في مراقدهم ويتساءلون في حيرة شديدة : ( تلك هي انجازات لجنة إزالة التمكين فأين الآخرون ؟؟؟؟ ) .. فيجيبهم الشعب السوداني في أسف شديد ويقول لهم : ( أنتم بالذي جرى في السودان بعد رحيلكم لا تدرون ! ) .. فتلك السفينة قد ضلت مسارها بطريقة مجنونة .. والأحوال في السودان بعد رحيلكم لا ترضي الأحياء ولا ترضي الشهداء .. لقد سقطت شعلة الانتفاضة فجأة على الأرض بفعل هؤلاء الأبناء الضعفاء .. ومع الأسف الشديد ضاعت في حوبة العجز والفشل كافة تلك التضحيات بالأرواح !.. وحتى ذلك القصاص لدماء الشهداء الأبرار قد أصبح جدلاً بين هؤلاء السفهاء .. جاء هؤلاء ليقفوا في المقدمة بفرية الإخلاص .. ثم انتكسوا بالثورة والانتفاضة بطريقة مخزية وقاتلة .. جاءوا بفرية الكفاءات والمؤهلات فإذا هم أضعف الناس وأجهل الناس في قيادة البلاد !.. لقد ذبحوا تلك الانتفاضة الجبارة في غفلة أعين الثوار .. وتلاعبوا بتضحيات الشهداء في وضح النهار .. لقد ضاعت معالم الانتفاضة والثورة ولم تتبق إلا تلك الشعارات .. حيث انهارت في وطن السودان كافة أحلام الثوار الشباب .. وقد تلاشت تلك الصيحات التي كانت تنادي بسودان الغد !!.. كما تخافتت تلك الهتافات التي كانت تنادي بالسلام .. وتلك الأمنيات وأحلام الشعب السوداني قد انهارت بفعل هؤلاء المتسلقين فوق الأكتاف من المسئولين والوزراء .. ولا توجد في ساحات السودان اليوم من آثار تلك الانتفاضة الكبرى إلا ذلك الوميض البراق الذي يتمثل في تلك اللجنة العظيمة حقاً وحقيقةً ،، وهي : ( لجنة إزالة التمكين ) ,, فتلك اللجنة هي الوحيدة في البلاد التي تواكب طموحات الشباب الثوار.. كما أنها هي الوحيدة التي تؤكد أن البلاد تعيش حالات ثورة وانتفاضة .. أما تلك الجهات الأخرى التي تشارك في السلطة اليوم فقد مثلت تلك الخيبة الكبرى في كافة المجالات .. حيث أن تلك الأحوال والأوضاع في البلاد لم تتبدل ولم تتحسن قيد أنملة .. بل تراجعت بطريقة مخزية وقاتلة .. فالأوضاع هي الأوضاع كما كانت في سنوات الإنقاذ البائد .. والأحوال هي الأحوال كما كانت في سنوات الإنقاذ البائد .. والبكاء هو البكاء كما كان خلال الثلاثين عاماً الماضية .. والشقاء هو الشقاء كما كان خلال الثلاثين عاماً الماضية .. والغلاء هو الغلاء كما كان خلال الثلاثين عاماً الماضية .. وتمرد الدولار هو ذلك التمرد كما كان خلال الثلاثين عاماً الماضية .. ولا توجد علامة من تلك العلامات التي توحي بأن السودان يعيش حالياً حالة انتفاضة وثورة !.. بل أن تلك الأحوال في السودان قد ازدادت أكثر سوءً وأكثر تردي في الأحوال .. والعزاء الوحيد الذي يطرب قلوب الشعب السوداني يتمثل في تلك الإنجازات العظيمة التي تبذلها ( لجنة إزالة التمكين ) .. أما هؤلاء السادة القادة والوزراء فالشعب السوداني يقول لهم بالحرف الواحد لما لا تذهبوا في إجازات مفتوحة إلى دياركم وتلك الرواتب والمزايا سوف تصل إليكم عند عقر دياركم في كل الأحوال .. فوجودكم في الديار أو وجودكم في المكاتب لا يفرق كثيراُ في تقديرات الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة