لم اجد أكذب من العسكر، يمكن للتعلمجي أن يلطعك تحت الشمس بالساعات وهو يتحدث حديث المجانين دون ان تخرج من كلامه السريع بجملة واحدة مفيدة. عندما قدمنا للقضاء العسكري قبل تسع سنوات تقريباً، حلف لنا الضباط في لجنة الاختيار بأنهم ملتزمون بالقسم الذي أدوه لاختيار الناجحين فقط بلا أي محسوبية. وعندما جاءت النتائج وجدنا أسماء اشخاص لم نعرفهم خلال رحلة الاختبارات البدنية والأكاديمية المتنوعة التي خضناها لأكثر من شهر بحيث بتنا نعرف بعضنا اابعض. لقد لحسوا قسمهم وكأنما لم يقسموا على القرآن بل على رواية من الأدب الروسي. لا يمكن أبداً التحقق من بيان عسكري؛ فالبشير في أول بيان له بعد الإنقلاب تحدث عن أشياء ثم فعل عسكها، وكان كلما تحدث يكذب، بل حتى عندما وضع الترابي في السجن كان يكذب. وفوق هذا تحدث يوما -قبل أن يصبح رئيساً- وقال أنهم مشوا الف وخمسمائة كيلو متر في ثلاثة أيام أي من الخرطوم حتى القاهرة. ولم أجد أكثر خبثاً من العساكر، رغم ما قيل عن أن العسكرية للمتبلدين عقلياً، لكنهم ومنذ سقوط البشير استطاعوا وباحتراف قيادة الجميع في الاتجاه الذي يريدونه. أتذكر أنه أيام الاعتصام وردتني معلومات عن أن الكثير من القوى المدنية ومنهم قحاطة اليوم بأحزابهم وتجمعهم الوهمي، كانوا يتسربون فرادى لتبليغ العسكر بالمعلومات ضد زملائهم. وتقريبا كان العساكر يعرفون كل شيء عن كل شخص لأن كل شخص كان يبلغهم عن الكل الآخرين. لذلك لا استبعد أن العساكر قد حصلوا على موافقة الجميع على فض الاعتصام ولكن بشكل منفرد..وأن كل من نددوا بفض الاعتصام كانوا قد بصموا بالموافقة والقبول به قبل ذلك. لا أعرف حقيقة إقالة الضابط، لكن ما أعرفه أن الجيش يتجه للسيطرة الكاملة على السلطة. وأن ما يطلق من بيانات من قبل القحاطة ليس سوى تبادل أدوار. فالجميع يحاول أن يبقي على شعرة معاوية مع الشعب المخدوع..الشعب الذي لا يزال يُخدع كل يوم. المغتصبات والمصابين بالعاهات المستديمة والجروح وكسور الظهر والجمجمة والقتلى...كل هؤلاء تم خداعهم ولا زالوا مع ذلك يتمسكون بالأمل الكاذب. وهم لم بعودوا يعرفون عدوهم من صليحهم..لكنهم يفترضون حسن النية فيمن وثقوا فيهم منذ البداية جراء لعبة دولية استخدمتهم كدروع تارة وأكباش فداء حتى اليوم. هذا قليل مما أعرفه، وأرى أن على الشعب أن يستمر في المقاومة والخروج ضد العسكر...بل وحتى ضد القحاطة نفسهم. على الشعب أن يكون جسماً مستقلاً بذاته وأن يحدد أهدافه بنفسه ولا يعتمد على الإعلام الموجه..فالإعلام اليوم أكبر أكذوبة يمكن أن يصدقها المواطن. ما يحدث خطير جدا.. الدولة تنهار والقحاطة يحاولون شغل الناس عن حقيقة فشلهم ثم يتبادلون الأدوار (الشرطي الطيب والشرطي الشرير). هم من يحكمون وهم من ينددون رافضين قرارات حكومتهم، كل مكونات القحاطة تريد أن تضع (رجل جوا ورجل برا) حتى إذا استمر الفشل قفزوا من السفينة، وأن توقف الفشل مجدوا أنفسهم. وكلهم كذابون.. أقول للشعب السوداني: كلهم كذابون.. هم ليسوا أقل كذبا من العسكر بل هم مثلهم في الكذب واللف والدوران والمراوغة... لذلك لا تنتظروا منهم خيراً.. تأكدوا من ذلك وثقوا فيما أقول..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة