هذه هي حركة العسكر مع أصحاب الطموحات الوهمية، الذين باتت كل شلة منهم تجمع لها بضع عشرات وتنشيء لها جسما وهمياً، ثم تقدم ورقها للعسكر.. يا للتفاهة..ويا للبؤس.. وهذا نفس ما فعله العسكر قبل فض الاعتصام الإجرامي، لقد طلبوا من اصحاب الطموحات ان يقدموا لهم أوراقهم، فتجمع الحالمون بالثراء السريع، وتهافتوا لإرضاء العسكر، وظلوا حتى اليوم كالأهطل الذي يعشق مومساً، تتلاعب به، وتتضاحك عليه في محافلها مع عشاقها..الذين هم بدورهم يحلمون بليلة شهد لن ينالوها ابداً.. من كل هذه الجوطة، فالعسكر توهطوا في مقاعدهم.. الكباشي يقهقه ساخراً من تفاهة هؤلاء، وحميدتي، يرتب أموره مع البرهان.. والشعب ك(القعونج) الضايق في بحر رايق. وهذا الشتاء تعمل فيه الأجهزة الألكترونية بسعادة، ومنها حاسبات النقود الخضراء، التي تكركر بصوت رزم الملايين من الدولارات، حيث يشتري هذا فيلا ويبيع ذاك طائرة، ويستخرج غيرهما خطاب اعتماد معزز لشركة الصادر من الخارج، والقروض البنكية تتحرك بملايين الدولارات.. والشعب المسكين ينتظر أن يحل له مدني جرادل مشكلة انعدام الخبز. ومثل الدجاج الذي يهرول خلف حامل العلف، يهرول الشعب كلما سمع بطلمبة بنزين بها بنزين، والمغتربون يتقشفون في مصروفاتهم لإرسال مائة ريال كل شهر لأقاربهم كالهنود بعد أن أصبح لسانهم اغلف مثلهم، مائة ريال لتجاوز المحنة. والمرضى يحاولون إيجاد ثمن نقلهم للمستشفيات يومياً، (اصبح سعر الهايس ١٠٠ج من اركويت للسوق العربي)، وزجاجة البيبسي القزمة عبوة مائة جرام بستين جنيه. واللحمة تسعمائة جنيه والطماطم اربعمائة (رغم موسم الشتاء لانعدام الجاز الذي تنقل به من مناطق الزراعة)...الخ.. وأصحاب الطموحات لا زالوا يلهثون، والكباشي يدغدغ تفاهتهم، وحميدتي يستعبط، والبرهان لابد...والإمارات تدفع بالامور في اتجاهها الصحيح بالنسبة لها، وأمريكا لا تعتبر السودان دولة اساسا بل مرتعاً لعصابات النهب والسرقة وتتعامل مع البشرية هذه باستخفاف (وأنا اتفق مع امريكا وارفض تأشيرة السفر إليها حتى ولو بالمجان)، واللصوص الذين يرتعون، يفسدون اخلاق الآخرين ويرفعون نسبة الأدرنالين في دمائهم ويعدونهم بالفردوس الدنيوي واللبعات الكبيرة، ف(يهرعون) بعد (يلهثون)، والمسخرة مستمرة، ولا يتعظ الكلب فكلما رموا له العظم طار وراءه وعاد به فرموه له مرة أخرى فيطير وراءه ثم يعض عليه ويعيده وهكذا.. والعالم يضحك، وانا اضحك، وماما اميرة تضحك، ومعنا علي كبك يجهز أغنيته الجديدة "أديك مساحة تحلم".. ورغم كل شيء فإن الشيء الوحيد الإيجابي، هو أن الوضع أصبح أكثر استقراراً للعسكر، والآن سيتفننون في إذلال اللاهثين ومسخرتهم يوماً بعد يوم. ونحن نقعد ونتفرج..ويااااامسهل..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة