لا ادري ان كانت كلمة ( كوز) متداولة ومحببة عند اهلها من سدنة الانقاذ ام أنها مكروهة ورحلت برحيلهم عن سدة الحكم؟ ولكنني استخدمها هنا باعتبارها العبارة المتداولة في الثفافة والمجتمع السوداني عن اؤائك الناس الذين حكموا البلاد طوال الثلاثين سنة الماضية اعتبارا من يونيو 1989. ولا نعني بها في هذا المقال اية جماعة دينية محددة فهذا مجال آخر في النقد السياسي لا اميل اليه كثيرا. وظل السؤال يراودني: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية وسياسية ومنهجية بين كوز واخر...ام كل ( الاكواب) تتساوي عند الشرب والشراب؟ أقول ذلك وفي الخاطر حيث كانت لنا أيام وصداقات وزمالات في المراحل الدراسية المختلفة مع هؤلاء الناس وأعجب لماذا لم يتم ( تجنيدي)للانضمام لهذه القبيلة؟ فقد درست المرحلة الثانوية في مدرسة وادي سيدنا الثانوية قبيل تفكيكها وتحويلها الي كلية عسكرية...وكانت هي و (حنتوب) و( خورطقت) معاقل الكيزان... كانوا يخالطوننا في السكن وحجرات الدراسة والطعام والنشاط المدرسي..ورغم ذلك لم يسعي احد منهم علي تجنيدي...ربما لحسابات اخري يقدرونها تقديرا. هذه المقدمة...أقولها بمناسبة الكشف الطويل العريض لوزارة الخارجية الذي شمل فيما شمل الاحالة للصالح العام أسماء وشخصيات معروفة لم اكن حتي لحظة الإقالة انها كانت من نشطاء النظام خاصة وان بعضهم كان انتماؤه حقيقيا للوزارة بمؤهلاتهم العلمية وربما جاءت الانقاذ واستفادت من وجودهم.. بعض هؤلاء الدبلوماسيين كانوا علي درجة عالية من الثفافة والتهذيب ولم اجد فيه ما يخيفني في الشأن السياسي ..ربما للبعد الزمني والفكري والاهتمام السياسي حيث انني لا اتعاطي السياسة ولا اهتم بها ولا اكتب فيها الا ما يخص جوهر القضية ..والقضية عندي هي الوطن بمفهومه الكلي. وبعيدا عن العواطف و ( الغبن السياسي) أقول: هل ( كل الكيزان) كيزان؟ ام ان بين الكوز والكوز فروق جوهرية يجب اخذها في الاعتبار في المعالجات السياسية؟ وبطبيعة الحال، من حق كل نظام جديد ان يعدل بشكل جزئي أو كلي ما كان سائدا من سياسات في النظام السابق خاصة في مجالات السياسة الخارجية التي هي الوجه الآخر للسياسة الداخلية منذ ان عرفناها في دراساتنا لتأريخ أوروبا الحديثة أيام( بسمارك) الذي عرف بلقب (المستشار الحديدي ) وتوحيده للولايات الالمانية وتأثير أفكاره علي السياسة الداخلية والخارجية لألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر. أعود واطرح نفس سؤالي الذي بدأت به: هل كل الكيزان ...كيزان ...ام ان بين الكوز والاخر الف كوز؟ ألا توجد كيزان بلاستيكية يمكن اعادة تشكيلها؟ أو زجاجية يمكن اعادة تدويرها؟ ام ان كل الكيزان صدئة..لا يرجأ منها ؟ د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست