أكاد أجزم ان من قام بفصل المذيعة الباهرة والشابة المتمكنة من عملها بالتلفزيون القومي ميادة هباش وبقية القائمة لابد من ان يكون يحمل ذات جينات فكر الانقاذ ولو بإتجاه ايدولوجي مضاد ... لأنه بسبب هذه الممارسات الظالمة ستضع لجنة ازالة التمكين نفسها في جحر الافكار الايدولوجية القبيحة التي تبتعد كثيرا جدا عن تقاليد واخلاق وتراث هذا الشعب النبيل . ويسرني جدا كإعلامي هزته هذه المرافعة الرفيعة التي كتبتها ميادة هباش ان انشرها هنا حتي لا تذهب بلادنا في ذات إتجاهات الحكم المباد . وسيكتب التاريخ في سجلاته ان بلادنا موبوءة بمرض اخطر من الكرونة وهو مرض قطع الارزاق ممزوجا مع قطع رقاب الكفاءات مثلما كانت تفعل الانقاذ . كلما اخشاه ان تقود بلادنا مثل تلك الاجراءات القبيحة الي المجهول والتي بسببها هبت ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ م . فلايمكن ان يقوم فكر شمولي بأحتلال مواقع فكري شمولي آخر بالشبهات مثلما فعلت جماعات مايو ١٩٦٩م ويونيو ١٩٨٩ م ... يبدو اننا لم نع الدرس بعد . مع تحياتي . ---------------- الاعلامية ميادة هباش تكتب في حسابها بتطبيق فيس بوك كلمات وكلمات أيضا بعد فصلها من الخدمة:
سيظل التلفزيون القومي بيتي الأول وسأظل إبنته الوفية المحبة ماحييت كيف لا وقد كانت خطواتي الأولى فيه، شهد عثراتي وإخفاقاتي وتعلمت فيه الكثير. التلفزيون القومي من قدمني للناس وكان بوابة دخولي لكل البيوت السودانية.
شكرا لكل الزملاء والزميلات أساتذتي الكرام، لكم حبي وتقديري الذي تعلمون. وشكرا لمن خاب ظني فيهم فهي دروس وعبر أحملها زاد لأيام قادمات.
ولمن لايعلمون فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا لا أنتمي لأي حزب وليس لدي أي نشاط سياسي على الإطلاق.
وأنا على قناعة أن المبدع أو أي إنسان لايجب أن يحاسب على إنتماءه السياسي الفكري و الأيدولوجي فقط، وإنما يحاسب إذا ثبت فساده أو لأسباب التمكين ..
منذ طفولتي وأنا اكره السياسة كنت طفلة حينما تعرض أبي للإعتقال والسجن في سجني كوبر وشالا. لا افهم مايجري من حولي حينها، ولكني كبرت وأنا ادرك واستوعب يوما بعد أخر أن أبي لم يعد يلبس بدلته العسكرية التي أحب ويذهب إلى عمله بسبب البشير وحكومة الإنقاذ وأن أبي فقد عمله بسبب حكومة الإنقاذ وأن أبي تعرض للسجن والتعذيب بسبب حكومة الإنقاذ وأن أبي يرفض في كل وظيفة يقدم إليها وهو مستوفي كل الشروط بسبب حكومة الإنقاذ وأني لولا عناية الله ولطفه كنت سأكون إبنة الضابط المعدوم عبدالوهاب هباش. وغيرها من الذكريات والمواقف والأحداث المريرة التي تعرض لها والدي وتعرضنا لها كأسرة لسنوات طوال . وهذا وحده سبب كافي بالنسبة لي لكي لا أنتمي لحكومة الإنقاذ أو امارس أي نشاط سياسي.
دخلت التلفزيون من الباب بعد أن أعلن التلفزيون عن حوجته لمذيعين ومقدمي برامج جدد . قدمت كغيري من الزملاء بشهادتي الجامعية واجتزت المعاينات الشفهيه والتحريريه وإختبارات الكاميرا.
تدربت لمدة ستة أشهر قبل دخولي الإستوديو. حلقتي الأولى على الهواء قدمتها برفقة زملاء كرام كان ظهوري فيها في الإفتتاح والختام فقط، وزمن الحلقة ثلاث ساعات. وحلقتي الثانية ظهرت فيها في الإفتتاح والختام وقدمت فقرة واحده عبارة عن ربط لفقرة مسجلة. وتدرجت هكذا في العمل حتى أصبحت ما أنا عليه الأن . لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق بالنسبة لي ولم يكن الطريق مفروشا بالورود.
عملت كمتعاونة منذ العام ٢٠٠٩ وحتى تاريخ توظيفي في العام ٢٠١١ مع مجموعة من الزملاء والزميلات تم تعيني في الدرجة الثامنة في يناير ٢٠١١ وإلى تاريخ فصلي في العاشر من سبتمبر ٢٠٢٠ بقرار لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإسترداد الاموال العامة لم أبتعث خارجيا بإسم التلفزيون ولم اتلقى أي تدريب خارجي ولم يتم ترقيتي للدرجة الوظيفية التي أستحق على الرغم من إلتزامي التام بعملي ليل نهار وفي العطلات والأعياد وكل المناسبات داخل الإستوديو وخارجه وفي الولايات ولم أطالب بإجازتي السنوية منذ دخولي إلى التلفزيون في ٢٠٠٩ إلا مرة واحده فقط في أبريل ٢٠١٩ .
موقفي تجاه ثورة ديسمبر المجيده واضحا وجليا في التلفزيون وخارجه ولن أتحدث عنه لأنني كنت أقوم بواجبي تجاه وطني وشعبي وما يمليه علي ضميري وقناعاتي ومبادئي ..
و يظل السؤال على ماذا إستندت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ حين قررت فصلي عن العمل؟؟؟ ميادة هباش
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة