قبل التوجه إلى العالم الخارجي طلبا للإنقاذ الاقتصادي في نسخة اخري من مؤتمرات أصدقاء السودان أو غيره ، يتعين على حكومتنا أن تؤدي واجبها المنزلي . نقطة البداية الجيدة هي احترام القانون الأول لما يجب فعله عندما تجد نفسك حفرة: توقف عن الحفر. يمكن القيام بذلك عن طريق: + التوقف الفوري عن الطباعة المفرطة للنقود ،
+ الالتزام بعدم زيادة الإنفاق العام بقرش واحد مهما كان السبب ،
+ الالغاء الفوري لفكرة الدخل/الدجل الأساسي شبه الشامل التي اتي بها الحالمون عن حق وحقيقة. ذلك التوجه الحالم الهادف الِي صرف 500 جنيه شهريا الِي 80% من الشعب بلا موارد تمويل معروفة يضيف ألي عجز حكومة افلس من فار المسيد 210 مليار جنيه في السنة لا تملك أي طريقة لتمويله غير رب رب ،
+ ضمان أن البرلمان غير المنتخب المقبل محدود الحجم والامتيازات المالية ،
+ عدم زيادة عدد الوزارات الفيدرالية لإرضاء أي جهة,
+ خفض الإنفاق العام حيثما أمكن ، على سبيل المثال ، من خلال الحد من الإنفاق البيروقراطي غير المنتج ، وخفض عدد الوزارات الإقليمية ، وخفض حجم البعثات الدبلوماسية, بالذات في البلدان التي ليس لنا فيها مصالح تذكر،
+ تكوين فريق عمل من خبراء لدراسة مفصلة وعميقة لكل مستويات الصرف الحكومي الفيدرالي والولائي لتحديد البنود التي بها هدر أو تدني مردود ويمكن خفضها بدون اضرار جسيمة ،
+ تكوين فريق عمل من خبراء مالية عامة لدراسة كل مصادر الإيرادات الحكومية وتقديم توصيات عملية قابلة للتنفيذ هدفها زيادة الإيرادات ورفع فعالية وكفاءة وقاعدة النظام الضريبي ،
+ السعي الجاد لتفعيل ولاية وزارة المالية علي المال العام باسترداد الشركات من الأجهزة الأمنية والعسكرية. ويمكن التدرج في الامر بان تظل إدارة هذه الشركات كما هي مع اخضاعها للأشراف المحاسبي لوزارة المالية وتحويل كل أرباحها لدعم الموازنة . هذه المقترحات لا هي حالمة ولا هي مسيسة بـل تأتي من واقعية ريال بوليتك صميمة وتفكير عملي . فلا أحد سوف يساعد حكومة بصورة كافية ما لم يحترم ذكائها وجديتها والعالم الخارجي لن يمد يد العون اذا ظن ان الحكومة عاجزة عن فعل ما هو صحيح وإثبات فهمها لطبيعة المشكلة وبيان توفر النية والعزم السياسي علي إنجاز الحلول الصعبة بدلا عن استسهال المخارج الهروبية التي لا تضيف سوي تأجيل الازمة لأسابيع كافية لمفاقمتها.
سبق ان وصفنا هذه الحكومة بأنها كنبات القرع لا تمد جذورها الا الخارج , ولكن الطامة في انها لا تدري كيف تمد جذورها بالطريقة الصحيحة التي تعظم المنفعة فهي تمدها بطريقة تعرض الجذور الِي سخونة الخارج لا لضوئه.
وقد كان ذلك الأمريكي محقا حين نصح الحكومة بان تعالج الثقوب المتعددة في برميلها قبل ان تطلب مساعدات الأجنبي لإعادة ملئه. اضف الِي ذلك ان إبراز الحكومة جديتها وتصميمها علي مقاربة الحلول الصعبة يرسل رسالة واضحة لأهل المال الخارجي: نرحب بمساعدتكم ولكن لو احجمتم وتفرعنتم, اذهبوا الِي الجحيم, لدينا خيارات , أولها الاعتماد علي الذات والانفكاك من تبعيتنا المجانية لكم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة