صراع قبلي دموي نشب مابين قبيلتي الفلاتة و الرزيقات مؤخرا ادى لمقتل مالايقل عن ثلاثين شخص وجرح العشرات بجانب حرق ممتلكات تقدر بالملايين و نهب البعض منها في ولاية جنوب دارفور هذا الاقليم المضطرب منذا وقت طويل وللاسف يقع هذا الصراع في شهر رمضان المبارك. لا اريد ان اعرج الى من هو المتسبب في هذا الصراع الدموي لانه سيدخلنا في سفسطائية البيضة و الدجاجة ونحن في غنى عنها الان, الا ان من المؤكد ان الادارة الحكومية للولايةهنالك يصب عليها كل اللؤم لعدم سرعة ادراك هذة الكارثة و احتوائها قبل ان تراغ هذة الدماء بتلك الصورة الوحشية وهذا برمتة يرجع لخلل محوري في تركيبة الدولة السودانية واللتي تركز على المركزكا اولوية دون الاطراف الاقليمية الاخرى مجموعة الفله او الفولاني كما يطلق عليهم في غرب افريقيا و بالفلاتة في السودان وتشاد من اكبر القبائل الرعوية في افريقيا على الاطلاق فهي تنتشر في سواحل غرب افريقيا و تمتد الى داخل الوسط الافريقي و حتى البحر الاحمر في شرق افريقيا, تربطها لغة واحدة و هي الفولاني وهنالك نحو98 بالمئة منهم مسلمين ويقدر عدد ابناء قبيلة الفولاني بنحو 40 مليون نسمة وما يذيد قليل في كافة عموم افريقيا. الجدير بالذكر هنا ان لقبيلة الفولاني خاصية المرجعية المشايخية للقرارات اي انهم يتشاورون في شانهم العام بتوجيه من زعامتهم و قادتهم. كثير من الدول الافريقية يحكمها رؤساء من اصل قبيلة الفولاني على سبيل المثال رئيس السنغال السيد مكي سال من اصول فلاتية و رئيس جامبيا السيد ادما باروا ونائب رئيس سراليون السيد محمد جالوا ورئيس وزراء مالي السيد بوبو سيسي وقطعا الرئيس النيجيري السيد محمد بوخاري, كما لا ننسى ان للفلاتة حضور في المنظمات الدولية المهمة فهنالك نائبة سكرتير عام الامم المتحدة السيدة امينة محمد هي من اصل فولاني و سكرتيرعام منظمة الاوبيك السيد محمد سنوسي باركيندوا و رئيس برلمان الامم المتحدة السيد تجاني باندي. فواقعة مثل هذة في جنوب دارفور قطعا سوف لا تفوت على مشائخ عموم ابناء الفلاتة داخل السودان و في الدول الافريقية الاخرى ,قطعا سيتم مناقشتها لدى قادتهم وزعمائهم لاتخاز الرد المناسب و الرادع لحماية ابناء القبيلة. هذا الحدث الدموي ياتي وسط شكوك قوية بان هنالك أيادي خفية من داخل الخرطوم و مؤثرة في الحكومة الحالية أججت لهذا القتال وللأسف فانها لا تعلم حجم الكارثة اللذي ستؤول علية نتاج تدخلهم هذا بجانب عاقبة واحتمالية أن يتدخل بقية ابناء الفولاني في الدول المجاورة لنصرة ابناء قبيلتهم في السودان وهذا ما شهدناة في صراعات اثنية دموية اخرى في مناطق اخرى في السودان مثال لذالك الصراع اللذي نشب في ولاية البحر الاحمر عندما استعانة قبيلة هنالك بابنائها في اريتريا وهنالك ايضا مثال النزاعات في منطقة الفشقة في الشريط الحدودي الاثيوبي.الجدير ذكرة هنا ان في نيجيريا وحدها هنالك نحو 15 مليون نسمة من قبيلة الفلاتة وهم بجانب المقدرة المالية الهائل اللتي لديهم جاهزون لنصرة بنو جلدتهم في اي مكان بالعالم. لأشك ان تسليح المجموعات العربية ضد الاثنيات الافريقية الاخرى كان قرار ليس فية قصور للنظر وحسب بل من ورائه عقلية جهوية مريضة ترمي لتفكيك وحدة ابناء السودان. مشهد جنوب دارفور هذا تكرر عديد المرات في جنوب كردفان و في شرق السودان ووسط السودان وحان الاوان لحسم هذا التطاول السافر. اذا لم تكن للدولة مقدرة على حماية ابناء هذا الشعب الشي اللذي هو من صميم أولياتها كسلطة حكومية فان حان الوقت لكل قبيلة ان تتمترس حول قواتها و تطلب الحماية منها و تتسلح باحدث الاسلحة الفتاكة و الا كيف يعقل ان لا يمضي شهرا الا ونسمع قبيلة عربية نشب صراع ما بينها وبين اثنية افريقية اخرى؟ هل دماء القبائل الافريقية رخيصة لهذة الدرجة؟. بمقتل العشرات في الصراع مابين الفلاتة و الرزيقات تفتح صفحة جديدة لمسلسل الدم في دارفور و أخشى ما اخشى ان يكون قد تم عفص ذيل الافعي و اللتي هي رأسها في غرب افريقيا, عندها ستكون العاقبة كارثية اذا ما تحركت مكونات زعامة الفلاتة هنالك لنصرة اخوانهم في دارفور. وأنها ثورة حتى النصر..! الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكية - فيرجينيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة