دعونا..نخرج قليلا من كأبة المشهد المأسوي الذي نعيشه ولازلنا..طوال هذه الفترة المظلمة من تأريخ السودان..فترة هجرنا فيها متعة الحياة ومعني الإنسانية...إنها الحرب اللعينة بكل تجلياتها المأسوية..دعونا نسترق اللحظات ..والعودة إلي ماض الذكريات..حيث السودان الذي عرفناه وعشناه وعشقناه..حبا وابداعا وتميزا ..وكان الشعر واللحن والوتر أحد تلك السويعات الملهمات للنفس والروح والجسد والصحبة وأحلي الأمسيات.. لحظات ..استرقتها من مشاغلي اليومية ..وأنا استمع إلي اغنية صالح الضي( ياطير يا ماشي لأهلنا) بالأداء المتميز لعصفورة الغناء السوداني ( انصاف فتحي) بصحبة مجموعة من (الجوقة) الموسيقية ... ومن الصدف العجيبة والجميلة ايضا ، وفي ذات تلك الاستراحة، استمعت الي المبدع الجميل( عصام محمد نور) وهو يغني رائعة الفنان الراحل ( محمد وردي) الطير المهاجر من كلمات شاعرنا المرهف الراحل صلاح احمد ابراهيم.. ورغم الطرب والانتشاء والسمو الروحي الذي عشته في تلك اللحظات..إلا أن روح ( الكاتب الناقد) قد حلقت بي في سماوات المقارنات والتساولات وعن التناص في المنظومة الشعرية للقصيدتين.. علي الأقل في سردية الرحلة السرمدية إلي أرض الوطن عبر الرسائل التي يحملها (طائر) الأشواق..؟ هل قرأ أو استمع شاعرنا الكبير صلاح احمد ابراهيم لهذه الأغنية فاوحت له بتلك الكلمات الرائعة والخالدة في مكتبة الإبداع السوداني..أم هو تناص كما يستلهم الشعراء اشعار غيرهم باتصال روحي ،لا ندرك سره، رغم تباعد الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية؟ أتمني من الأخ الصديق الناقد الفني والكاتب المعروف صلاح الباشا..أن يتحفنا من خزائنه ويزيدنا علما بما يعرفه عن هذه العلاقة بين قصيدة صالح الضي وقصيدة صلاح احمد ابراهيم حتي تكتمل لحظات السمو ونحن نبتعد ولو للحظات عن واقعنا الحالي من الحزن وفقد الأحباب.. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست