كان ذلك الترقب الشديد لقرارات وخطوات جريئة وعد بها السيد عبد الله حمدوك خلال 15 يوما .. وذلك لتهدئة تلك الجموع الثائرة .. ولتهدئة تلك النفوس التي بدأت تتململ من تردي الأحوال في البلاد ،، وكل العلامات والإشارات في البلاد كانت تؤكد بأن الأوجاع قد وصلت حدها ويستحيل التحمل .. وهي تلك الإشارات التي كانت ترفض ذلك الانتظار لشهور أخرى في أتون الجحيم والويلات بفرية الصبر والتحمل .. ثم كانت تلك الوعود الجريئة من السيد رئيس الوزراء .. ثم توالت الأيام والشعب في انتظار تلك القرارات التي وعد بها .. ولكن من غرائب الأحوال أن الرئيس عبد الله حمدوك قد اكتفى فقط بذلك القرار المتعلق بشأن الوزراء .. وهو قرار تبديل الوزراء بآخرين .. وذلك القرار قد وجد الرضا والقبول من قبل الشارع السوداني بطريقة أو بأخرى .. إلا أن الشعب السوداني كان يتوقع المزيد والمزيد من تلك القرارات والخطوات الأخرى الكثيرة ،، وفي مقدمتها تلك القرارات والخطوات التي تعالج تلك الأزمات الحادة في الكثير من ضروريات المعيشة والحياة .. وفي مقدمتها أزمة ( الخبز ) والمواصلات وغلاء الأسعار .. وكذلك أزمة الأدوية وغلائها في هذه الأيام .. والعجيب في الأمر أن السيد عبد الله حمدوك قد اكتفى فقط بتبديل البعض من هؤلاء الوزراء ثم لم يلتفت لتلك الأزمات الأخرى الطاحنة .. وحتى في ذلك القرار الذي يخص تبديل الوزراء فإن ذلك الأمر قد تم بالطريقة التي يراها صوباً .. رغم أن الشارع السوداني ما زال يرى أن هنالك وزراء آخرين يستحقون التبديل .. ولا نريد أن نذكر الأسماء هنا حتى لا نجرح مشاعر هؤلاء الإخوة الأعزاء من الوزراء .. ورغم ذلك فإن الشعب السوداني لا يجد غضاضة في ذلك القرار إطلاقاً ،، لأن رئيس الوزراء هو وحده الذي يملك الحق في ذلك القرار .. ولأنه هو الصاحب والأقرب لهؤلاء الوزراء ،، وهو الذي يعرف جيداً مستويات أداء هؤلاء الوزراء .. ومن الخطأ الجسيم أن يتدخل الآخرون للحكم بصواب أو بعدم صواب قرارات رئيس الوزراء في شأن هؤلاء الوزراء .. لأنه هو الأدرى والأعلم والأقرب في تقييم الأداء لفترة تجربة معينة .
ولكن يهم الشعب السوداني أن يعرف مصير باقي تلك المطالب التي ناد وتقدم بها في 30 يونيو .. والشارع السوداني كان ينتظر المزيد والمزيد من تلك القرارات الشجاعة ،، وهي تلك القرارات التي تتناول مباشرةً أوضاع الشعب السوداني في هذه الأيام .. وبالصراحة التامة فإن تلك الأوضاع قد بلغت حداً مستحيلاً لا يطاق .. وقد ازدادت سوءً في الأيام القليلة الماضية بعد يوم 30 يونيو .. وخاصة في موضوع أزمة الخبز .. وكذلك في موضوع أزمة المواصلات وغلاء الأسعار .. وفي موضوع أزمة ( الخبز ) فإن مناطق معينة كثيرة بالعاصمة السودانية تشتكي من تلك الأزمة الحادة .. وخاصة مناطق مدينة أم درمان .. بينما أن هنالك مناطق كثيرة بالخرطوم والخرطوم بحري بدأت فيها مظاهر الوفرة للخبز بطريقة مريحة كما يقول أهل تلك المناطق .. أما مدينة أم درامان ومعظم مدن ومناطق السودان فهي مازالت تشهد تلك الأزمة الحادة في الخبز والمواصلات والغلاء .. والجدير بالذكر أن ( الدولار ) قد تراجع قليلاً قبل أسابيع ولكنه في هذه الأيام يشهد نوعا الارتفاع الجنوني بين لحظة وأخرى !.
السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك جاء الوقت للتدخل السريع لمراقبة الأسواق وتحديد الأسعار بالقدر الذي يمكن ذلك المواطن المغلوب على أمره أن يجد نوعاً من الراحة .. وذلك قبل أية خطوة بعيدة المدى في تصحيح وإنعاش قواعد الاقتصاد السوداني .. الشعب حالياً يريد جرعات مؤقتة تسكت تلك الأوجاع .. وبعد ذلك فإن الجميع يستطيع أن يتحمل وينتظر حتى تعود العافية الكاملة للاقتصاد السوداني .. أما الاستمرار بذلك المنوال المتردي الحالي فتلك جريمة في حق أمة أبية قد صبرت وتحملت الكثير والكثير من الأوجاع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة