منذ أن سقط نظام الإنقاذ ٢٠١٩/٤/١١، لم توجه ضربة موجعة للكيزان، مثل قرارات لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد وإسترداد الأموال المنهوبة، التي صدرت يوم امس، عبر مؤتمر صحفي عقدته في القصر للجمهوري بحضور عضو مجلس السيادة الاستاذ محمد الفكي سليمان، والدكتور صلاح مناع، والأستاذ المحامي وجدي صالح. لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد المكلفة، أعلنت في مؤتمرهاالصحفي يوم أمس، إنهاء خدمة 109، من السفراء والدبلوماسيين والوزراء والمفوضين والإداريين بوزارة الخارجية . كما حلت عددا من الهيئات والمنظمات والجمعيات التي كان يستخدمها النظام السابق كواجهات لنهب المال العام، وتحويل مبانيها وأصولها ومنقولاتها لوزارة المالية. لمدة عام ونصف ظل الكيزان يسرحون ويمرحون، في طول البلاد وعرضها من دون الإستفادة من هامش الحريات الذي أتاحته لهم ثورة ديسمبر المجيدة، كفرصة ذهبية، للإعتذار للشعب السوداني، عن الأخطاء والحماقات التي إرتكبوها بحق الشعب السوداني ومن ثم الإنخراط بجدية وإخلاص في حملة الجهود الوطنية المبذولة لتصحيح الأخطاء التي صاحبت مسيرة البلاد عبر دعم صادق ومخلص من جانبهم لحكومة الفترة الإنتقالية، كأولوية للنهوض بالبلد سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالجهد الوطني، للحفاظ على الأمن، وتحقيق السلام، وإطلاق التنمية والإنتاج، وتحسين معاش الناس، عبر محاربة شبكات الفساد التي تضارب في أسعار العملة الوطنية وتنشط في تهريب الذهب وغيره من السلع لدول الجوار . حب الكيزان للسلطة والمال، قد أعماهم عن رؤية هذه الفرصة، والاستفادة منها، بل جعلهم يعملون على مناهضة حكومة الثورة بكل ما إستطاعوا سياسيا وإعلاميا، ليس هذا فحسب، بل إلى القيام بأعمال تخريبية ألحقت الضرر بأمن الوطن ومكتسبات الشعب، مغلبين مصالحهم الخاصة على المصلحة الوطنية العليا . وبذلك ضيعوا على أنفسهم فرص كثيرة وفرتها لهم الثورة، لذلك عليهم الآن أن يتحملوا نتائج أفعالهم، سواء إبان سنوات حكمهم المظلمة التي إستمرت ثلاثة عقود، أو خلال الفترة الإنتقالية الحالية. قد فعلت حسنا لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، بتوجيهها ضربة موجعة للكيزان، في اللحم الحي، وهو مصالحهم، التي من أجلها إستغلوا شعارات الدين، ومن ثم فرضوا وجودهم على الشعب بالقوة عبر سياسة التمكين التي غيبت الشعب والوطن ثلاثون عاما . الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة