طائفة من أبناء السودان المؤهلين الواعين المثقفين .. يمتطون السلبية المطلقة طوال الحياة والأعمار .. تواجدهم في الوجود كالعدم بكل القياسات .. يعيشون حياتهم الخاصة بتلك الكيفية التي توحي بالأنانية المفرطة وتجاري أهوائهم تلك الهزيلة .. لا يبالون ولا يكترثون بتلك الظروف والأحوال المريرة التي تمر بها البلاد !.. ومعظم هؤلاء قد رضعوا من أثداء هذا البلد الكريم الذي أغدق عليهم بالمعرفة والعلم دون بخل أو ضيم في يوم من الأيام .. وعلى حساب الشعب السوداني المغلوب على أمره قد قضوا تلك السنوات في المدارس والجامعات .. وكانت دولة السودان تغدق عليهم بالخيرات وتوفر لهم أطيب المأكولات والمشروبات في تلك ( الداخليات ) المدرسية والجامعية طوال سنوات الدراسية دون أي مقابل من الأموال .. وكل ذلك على حساب الشعب السوداني .. وهو ذلك الشعب الذي تنكروا له في هذه الأيام العصيبة .. وحين ينادي المنادون بأن يلتقي أهل العقول الواعية الكبيرة من أبناء السودان لينقذوا هذه البلاد من ذلك التردي والانهيار الوشيك يتوارى هؤلاء ويختبئون خلف الأستار دون خجل أو حياء !.. وذلك في الوقت الذي فيه يلبي النداء هؤلاء الجهلاء والبلهاء والحمقى من أبناء السودان الذين لا يستحقون تلك المناصب جملة وتفصيلاً .. ودائماً وأبداً يكتشف الشعب السوداني بأن تلك القيادة في البلاد تكون في أيدي هؤلاء الجهلاء من أبناء السودان !.. والمؤلم الموجع أن دول العالم يقودها أبناءها أهل الكفاءات والمهارات والمقدرات الثقافية العالية ودولة السودان دائماً وأبداً يقودها هؤلاء الجهلاء والبلهاء والأغبياء من الأبناء !.. والسمة السائد المشتركة بين هؤلاء البلهاء هو ذلك التسلق على الأكتاف ثم تلك المحسوبية .
الناظر المتعمق لأحوال الدول في العالم يكتشف أن دولة السودان لم تتقدم نحو الأمام بذلك القدر الذي يليق مع إمكانياتها وثرواتها ومساحاتها وأراضيها تلك الزراعية الخصبة الشاسعة .. فقد ظلت دولة السودان منذ لحظة الاستقلال تتقدم خطوة للأمام ثم تتراجع عشرة خطوات للوراء .. فهي كانت ومازالت تراوغ الأحوال بأيدي هؤلاء الجهلاء من أبناء السودان .. والشعب السوداني لو غربل كافة تلك العناصر البشرية التي تواجدت في قيادة البلاد منذ لحظة الاستقلال وحتى هذه اللحظات لسقط الجميع من منافذ الغربال لقلة الأحجام والمقام ! .. والمصيبة الكبرى أن هؤلاء الجهلاء من أبناء السودان الذين تواجدوا في قيادة البلاد في ظلال حكومة الإنقاذ البائد لثلاثين عاماً الماضية كانوا يبيدون ويزيلون تلك المشاريع والمؤسسات الإنتاجية القائمة في البلاد سنة بعد سنة حتى جعلوا البلاد جرداء قاحلة من كافة المشاريع الإنمائية !! .. فقد أبادوا وأزالوا كافة تلك المشاريع والمؤسسات العملاقة التي كانت قائمة في البلاد منذ عهود الخواجات الإنجليز ،، والتي كانت تمثل العماد والبنية التحتية لاقتصاد البلاد .. وبتلك الطريقة البليدة الغبية قد أوصلوا البلاد لحالات الجدب والقحط بكل القياسات .. والموجع في الأمر أن هؤلاء كانوا يزيلون تلك المؤسسات والمشاريع العامة ليوجدوا بدلاً عنها تلك المؤسسات والشركات الاحتكارية الخاصة التي تراعي المصالح الذاتية .. وتلك الصورة القاتمة الكالحة تؤكد حالات الجشع والطمع والاستغلالية في نزعات هؤلاء الحاقدين من أبناء السودان .. حيث كانوا بتلك الخطوات الجشعة الحاقدة ينهون ويدمرون مقدرات البلاد الاقتصادية بطريقة غير مسبوقة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست