انتظرت طويلاً لتحل حركة العدل و المساواة اللُغز الذي بسببه وقعت الفتنة في شرقنا الحبيب، و حالة الإحتقان التي ستحرق الاخضر و اليابس، ما لم تتم محاصرتها، و مواجهتها بالحقيقة المجردة بدون تكتيك سياسي، او مصلحة ذاتية ضيقة.
ولكن كدأب كل القوى السياسية في البلاد لا تفرق بين الوطن وامنه القومي، والتكتيك لتنفيذ الاجندة، و يرجع ذلك لعدم التشبع او الفهم العميق لمبدأ الشفافية في العمل السياسي كمرض عام في الساحة السياسية السودانية.
الامين داوود هو عضو في حركة العدل والمساواة، إنضم للحركة في احد ميادين القتال، كمقاتل بمفرده، و بعد اسابيع من إنضمامه تم إعتقاله، و وُضع تحت السلاسل و الاغلال، و ذلك للشك في انه مُبتعث من جهاز الامن للتجسس لصالحه.
بعد ان إطمئنوا له تم إطلاق سراحه، و بدأ العمل كمقاتل في صفوف الحركة، ثم اوكلت له مهمة إنشاء مجموعة داخل الحركة من ابناء الشرق لتكون نواة للحركة في شرق السودان، و فشل هذا الإتجاه.
اتفق مع الحركة ان تجند ما تشاء في اي إقليم في السودان لطالما ترفع لافتة العمل القومي، و المشاركة في قضية سياسية تتعلق بالسودان كدولة بشكل عام.
ولكن عندما تعلوا مصلحة الجماعة، او التنظيم، او الافراد علي مصلحة الوطن تختل المعادلة، و يجب ان تُصحح المسائل.
المتابع لمسيرة الجبهة الثورية يجد انها عبارة عن صراع مفتوح لصناعة الواجهات، كمرض عُضال اقعد السودان بسبب التنافس الغير شريف، و ما تجلى في تجمع المهنيين من إنقسام يثبت ذلك بكل وضوح، و يعكس حالة الخلل السياسي في البلاد.
الكل يعلم كيف قاتلت حركة العدل و المساواة ليكون الامين داوود ممثل لشرق السودان ككتلة مستقلة داخل الجبهة الثورية، بلا جيش، او قاعدة جماهيرية، و مرروا هذا الكيان لأن الكل يعلم كيف تُصنع الواجهات، و يبدأ التساؤل همساً في حال الرفض " يا فلان انت ما زولك فلان".
اعتقد مبدأ الصراع و الإستئثار بالواجهات داخل الجبهة الثورية هو العامل الرئيسي في وأد اعظم تجربة سياسية كانت ستقوم عليها المعارضة في السودان، و الجمع بين العمل العسكري و المدني في تناغم، و إنسجام.
للأسف تبعثرت القوى بسبب الاطماع الضيقة، و القصور السياسي، فضعف الجميع، و إنعكس ذلك علي الاداء العام للجبهة الثورية المشوه، بالإنقسامات، و التشظي.
الامين داوود يُعتبر حتي تاريخ كتابة هذه السطور عضو في حركة العدل والمساواة، لاني لم اقرأ، او سمعت بيان منه بالإستقالة كأدب سياسي معروف بالضرورة.
و الشاهد علي ذلك ادى كل من احمد بيرق، و العمدة محمد الطاهر من قادة ابناء البجة القسم بالإنضمام الي حركة العدل و المساواة امام امين الإدارة والتنظيم الباشمهندس ابوبكر حامد نور، و الامين داوود، و ذلك علي ما اعتقد في 2014، بمنزل الباشمهندس نور، وتقدموا بإستقالاتهم بشكل علني عبر الاسافير، بعد اسابيع من إنضمامهم، و غادروا الي الخرطوم لينضموا إلي حوار الوثبة.
اتمنى ان تسموا الكيانات السياسية في السودان، و تعتمد مبدأ الشفافية.
لا نزال ننتظر بيان من حركة العدل والمساواة، لتوضيح موقفها من منسوبها الامين داوود، حتي ينجلي الامر، و تتضح صورة المشهد في الشرق، و هو يتجه إلي التصعيد، و وجد فلول النظام البائد ضالتهم لخلق حالة حرب في كل الإقليم.
انزعوا فتيل الازمة، و قولوا من هو الأمين داوود يرحمكم الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة