من قتل نورا؟ ربما انت!! بقلم ا د / علي بلدو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2020, 07:12 PM

علي بلدو
<aعلي بلدو
تاريخ التسجيل: 08-16-2019
مجموع المشاركات: 162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من قتل نورا؟ ربما انت!! بقلم ا د / علي بلدو

    07:12 PM April, 11 2020

    سودانيز اون لاين
    علي بلدو-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    خواطر طبيب


    البداية
    في يونيو من العام 1962م و في الجانب الغربي من منطقة ميدان عقرب الحالي و تحت شجرة ظليلة وارفة الاشجار و يداعبها النسيم من كل جانب’ جلست سيدة ثلاثينية بارعة الحسن و الجمال و تتمتع بطلاوة الكلام و حلاوة المنطق مع دلال باد للعيان و غنج لا يمكن ان يفوت على كل من له قلب او القى السمع و هو شهيد,و كانت تمتهن تجارة بسيطة في سوق صغير لبيع الملابس النسائية المستعملة و العطور و الزينة و الحنة و غيرها من مستلزمات نساء ذلك الزمان.
    جاءت نورا , و هذا اسمها حسب افادتها, للسوق من رحم الغيب و لم يعرف احد لها اسرة او اهل و لا حبيب و لا قريب و كانها من قيل فيه:
    جئت لا اعلم من اين و لكني اتيت
    ووجدت قدامي طريقا فمشيت
    كيف جئت
    كيف ابصرتُ طريقي
    لستُ ادري!

    و لكن طريق نورا كان مفروشا بالجماجم و الدماء و التي سوف تسيل من السوق في بحرى و حتى النيل.
    جاري و انا جارو
    جلست نورا الي جوار بائعات البهارات و الويكة و الشطة و بائعات الكسرة و كانت نعم الصديقة و الجارة لهم, من حيث حسن التعامل و مساعدة المحتاجات منهن, اضافة الي شئ هام و هو ان جمالها الفاتن و جسدها الباهر ووجهها الزاهر كان سببا في تدافع الزبائن و الموظفين لهذه الناحية من السوق و شراء ما يحتاجونه و ما لا يحتاجونه’ املا في نظرة من عيني نورا القاتلتين و اللتين تقعان كسهام حارقة لتشعل نار الجوى و حرائق الهوى في نفس من تقع عليه و ما اكثرهم يومها’ و من هنا اشتهرت ياسم( نورا السمحة لون القمحة).
    حاجات تانية حامياني
    على الرغم من جمال نورا ست السماحة الطاغي الا انها تميزت بصفة عجيبة و هي كونها كانت صارمة للغاية في التعامل مع اي اشارات غير كريمة من جانب الرجال او اي ايحاءات غزلية او دعوات للفجور و ما اكثر ما تلقت منها و كان مشهودا لها و هي تقف بقوامها الفارع و هي تقول مشيرة باصبعها السحري الي احد الزبائن المتفلتيين:
    (هووي يا راجل اعمل حسابك’ نحن بنات ناس بس الظروف معاكسانا)
    و بالرغم من احدا لم يتعرف الي اليوم على هؤلاء الناس الذين زعمت نورا انها منهم الا انها حظيت باحترام الجميع و تقدير نسوة المدينة حينها’ مما زادها اجلالا فوق جمالها و اصبحت مطلبا لكل رجل.
    يا غالية يا ست الحسان
    عاد التاجر عثمان جبوكس من رحلته في الجنوب و قادته قدماه لمكان تواجد نورا ست السماحة و من اول نظرة رشقته بسهامها الجارحة ’ صار حاله يغني عن سؤاله:
    لها مقلة لو انها نظرت بها الي راهب قد صام لله و ابتهل
    لاضحى صريعا معنى بحبها كان لم يصم لله يوما و لم يصل
    و لم يكن الشاب جبوكس راهبا و لا متبتلا و لا صائما ’ بل كان مثل اقرانه مغترفا من متع الدنيا الى منتهاها.
    و جرجر قدميه نحوها طالبا يدها’ فردت عليه:
    (انت جادي و لا دي حركات جديدة يا رجال انتو)
    (جادي’ و بسكنك احسن سكنة و ما بقصر معاك)
    و كون نورا ست السماحة كانت حادة الذكاء فقد التمست فيه الصدق ووافقت من فورها لتتخلص من جحيم الحياة اليومية و معاكسات الرجال’
    و هنا باغتها جبوكس بقوله:
    ( لكن عندي شرط)
    (شنو)
    0( تخلي الشغل نهائي و تقعدي في بيتك)
    و هكذا غادرت نورا ست السماحة مكانها القديم في السوق للمرة الاخيرة للانتقال لبيت الزوجية في اغسطس 1962م
    وسط دموع و عناق رفيقاتها من البائعات.
    تجي الاقدار تمد ييدا
    في اليوم الثالث من زواج نورا ست السماحة و عثمان جبوكس و هم في منزلهم بحي البوستة بام درمان و رائحة البخور و الدخان تعبق الارجاء ’ سمع سكان الحي صوت نورا عاليا يشق الارجاء(الحقوني عثمان وقع)’ ليهرع الناس الي الداخل و يجدوا زوجها في غياهب بئر تحت التشييد في المنزل و قد قضى نحبه.
    تم ابلاغ الشرطة و التى حرزت المكان و قامت بتحرياتها و اخطرتهم نورا ان زوجها لم يقع في البئر من تلقاء نفسه بل هناك من دفعه ليلقى مصرعه و بالتالي اصبحت الشرطة امام جريمة قتل ’ و لكن من هو؟؟
    طويل كده اخدراني
    اخطرت نورا ست السماحة ان شخصا طويل القامة’ اخدر اللون’ قوي البنية و مفتول العضلات كان قد حضر اليها في السوق قبل مدة طالبا يدها ’ و لكنها رفضته’ و هنا اخبرها حسب اقوالها في يومية التحري في الصفحة الثانية:
    (خلاص لو ما عرستيني زول بعرسك و بتهنى بيك مافي)
    و ادعت انه حضر لمنزلها و قام بحمل زوجها جبوكس و القاءه في البئر.
    و تم البحث عن هذا الشخص المزعوم دون جدوى و في النهاية دونت القضية ضد مجهول.
    العيون الشافتك ما اسعدها
    كان جابر صاحب عربة نقل تجاري يعمل بها في السوق و عندما علم بما حدث لنورا ست السماحة و كونها اصبحت ثرية بعد ان ورثت زوجها الاول ’ تقدم للزواج منها ووافقت هي بعد وساطات و اجاويد’ و لكنها قالت له في اول ايام شهر عسلهما والذي لم يستمر:
    (انا خايفه عليك)
    (من شنو يا نورا انا ما جنبك)
    و ردت هي بعد تنهد و زفرات حرى خرجت من جوفها و كانها لظى:
    (الراجل الاخضر ما بخليك)
    و هنا اخرج جابر سكينا و ساطورا و هو يلوح بهما قائلا
    (خليهو يجي ’ كان ما ضبحتو ليك و علقتو ليك في الشجرة دي)
    و لسخرية الاقدار فقد تم العثور على المرحوم جاير مقتولا و مذبوحا بساطوره و سكينه و معلقا على شجرة منزله بعده بيوم واحد’ و اتهمت نورا ست السماحة الرجل الاخدر بذلك’ و كالعادة و بعد بحث و تحريات و تحقيق’ قيدت الشرطة الجريمة ضد مجهول تحت المادة 251م من قانون العقوبات السوداني , حسب توجيه قاضي التحقيق حينها.
    المطر و الحراز
    بدا الناس يتحدثون عن نورا و كونها عارض و نذير شؤم لموت ازواجها فورا و عدم انجابها منهم. و تحملت ذلك بصبر و جلد’ و الغريب انه و برغم ذلك فان سيل العشاق و الخطاب لم ينقطع عنها و لو لحظة واحدة’فكان الصبر على جمالها الاخاذ و قوامها الممشوق هو الموت بعينه عند الكثيرين ممن شاهدوها’ متمثلين قول الاعشى:
    ودع هريرة ان الركب مرتحل و هل تطيق فراقا ايها الرجل
    قالت هريرة لما جئت خاطبها ويلي عليك وويلي منك يا رجل
    و هذا اما انطبق على زوجها الثالث و الذي يعرف ب حسان العجلاتي.
    (انا خايفه عليك يكتلك زي ما كتل الباقيين)
    (خليني اعرسك يومين بس ’ و بعد داك كان كتلني خليهو اليكتلني)
    قالها حسان و هو يضحك و لم يكن يدري و انه بعد ثلاثة ايام فقط و الناس يستعدون لعيد الاضحى في العام 1964م انه سيكون كبشا للرجل الاخضر و الذي ادعت نورا السمحة لون القمحة في اقوالها للشرطة انه من قتل حسان حرقت بالنار و هو نائم’ قائلا لها (
    (انا حاحرق قلبك عليهو زي ما حرقتي قلبي ده يا نورا يا حبيبتي) و فر بعدها هاربا ’ ليكون تقييد القضية ضد مجهول ايضا.
    صدى الذكرى
    تزوجت نورا ست السماحة للمرة الرابعة من تاجر محاصيل يعمل ما بين القضارف و الخرطوم و بعد يومين من زواجهما غير الميمون’ ادخلت نورا المستشفى في الخرطوم القسم الجنوبي للعلاج من التهاب المرارة’ و قام بعلاجها اخصايئ جراحة شهير قضى نحبه قبل سنوات قليلة من الان’ و قيل و العهدة على الراوي انه طلب ان يتزوجها قبل ان تخبره انها على ذمة شخص اخر.
    و اثناء بقاء نورا السمحة لون القمحة للعلاج ’ نعى الناعي زوجها و الذي وجد ميتا في غرفة نومه بسبب تسرب غاز سام كما اثبت في مضابط الشرطة و كالعادة اتهمت نورا ذلك الرجل الاخضر بانه من قتله ’ بينما قيدت الشرطة الجريمة ضد مجهول.
    قصر الشوق و اتهدا
    اصبحت نورا بعد ان ورثت ازواجها ’ سيدة واسعة الثراء’ رغم اقاويل الناس عنها’ و كانت تقول
    (ربنا اداني رجال بعرسوني و بموتوا و بورثهم ’ انا ذنبي شنو)
    لم يتقدم احد لخطبة نورا مجددا ’ و ظلت هي في حالة خوف من الرجل الاخضر و تعيش في هلع شديد ’ الي ان اصيبت بانهيار عصبي حاد نتيجة لهذا الخوف’ و نسبة لانه لا اهل لها فقد تم ادخالها المصحة النفسية للعلاج من الخوف و تلف الاعصاب’ و هناك في شتاء السودان الطويل من العام 1967م و ليله الطويل و بينما يتنفس الصبح و كان عرائس الصبح بنات ليل يطارحهن الهوى اشباح الظلام’ في تلك الليلة دبت مشاجرة بين نورا و احدى النزيلات بعد ان قامت النزيلة بسب نورا قائلة لها( انتي نورا ال 00000)
    و ردت نورا (انا ستهم كلهم) ليتشاجرا و تلقى نورا جرحا غائراً ادى لنقلها للمستشفى’ و هناك و غياهب الليل البهيم و كأنه ليل امرئ القيس :
    الا يا ايها الليل الطويلُ الا انجلي
    بصبح و ما الاصباحُ منك بأمثل
    حيث قال الناس ان شخصاً قد تسلل الي غرفتها في المستشفى و قام بقتلها و طعنها بنصل حاد لم يصب منها الا قلبها فقط واودى بحياتها’ مأسوفاً على شبابها الغضٌ و هي في شرخ الصبا و عنفوان العمر.
    و لم يُعثر له على اثر.

    زولي الاخدر
    قُتلت نورا غيلةً و عمر ها سبع و ثلاثين عاما و لم يعرف احد غيرها من هو ذلك الرجل الاخضر الذي قام بقتل خمسة من المواطنين السودانيين و لم يلق عقابا او يتعرف عليه احد و تسبب بصورة غير مباشرة في وفاة نورا خوفا و الما و مرضا’ و من سخرية الاقدار انه انتشرت الان اغاني كثيرة عن الرجل الاخضر و افلام تمجده, .
    و لعل الاعين الوحيدة التي رأته هي اعين نورا القتيلة قبل ان تغمض اغفاءتها الاخيرة و لتنطبع تلك الصورة لذلكم السفاح في مقلتيها الجميلتين ’ و تكون اخر من تراه و ما تراه هي صورة شخص احبها و قتل كل من احبها غيره و في خاتمة المطاف انتزع قلبها بعد ان طعنه و لم يُعثر له على اثر الي الان .
    و لكن يبقى السؤال سادتي :هل لازال الرجل الاخضر بيننا’ ربما نعم .لكونه حسب اقوال نورا للمتحري حينها في اليومية فانه كان في حوالي العشرين من عمره حينها وقت ارتكاب سلسلة جرائمه’ و عليه م من خلال البحث في ملف القضية فانه يمكنني ان اقول ان احتمال وجود اول قاتل متسلسل سوداني بيننا كبير للغاية للان و ربما يكون يطالع في هذا المقال الان’ و لربما كان يكتب معنا هنا ايضاً’’ فلا تتعجبوا:
    لكل شئ اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان
    هي الامور كما جربتها دول من سره زمن ساءته ازمان
    و عليه و في الختام ’ استميحك سيدي القارئ و الكاتب عُذرا و لكن : هل انت طويل كده اخدراني؟؟























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de