الأخت الكريمة أمل تبيدي. أحييك على الأحساس بوجع الوطن، وأكبر فيك دائما سمو النفس عن الغرض. من مستوى الإحباط الظاهر في هذا المقال ،يبدو أن دوافعه موجعة جدا ، ونشاركك نفس الاوجاع. كنا نظن أن الوعود التي جاءت بها هذه الحكومة ، تخدع فقط الشباب عديم التجربة، فيتوقع ما توقعتيه في مقالك، بأن تكون هذه الحكومة جاهزة بمشاريع تصحح أخطأ الانقاذ في الثلاثين سنة، مشاريع توجه الشباب للزراعة والصناعة والنهضة الحقيقية، وندمتي على ذلك، وهذا مؤسف أيضا، ألا يقرأ مثلك ان هذه الحكومة بتوجهها التصادمي السياسي مع الانقاذ، على انها سوف لن تقدم شيء سوا تصفية الحسابات مع الانقاذ، (وبالمناسبة)، مع الشعب (المسلم) الذي مكن الانقاذ (الإسلامية) لمدة ثلاثين سنة، ان هذه الحكومة في ظل هذا التصادم الفكري والايديولوجي، سوف تكون مشغولة بالأتي:- - إزالة التمكين بتمكين اخر - تغيير عقيدة الشعب وقواته الأمنية بعقيدة اخرى. - تنفيذ التزاماتها لشقها العسكري(الحركات المسلحة لتحرير السودان) - تصفية حسابتها مع الاخر. (طريقة ازالة العقيدة، والالتزام لمكونها العسكري، وتصفية الحسابات مع الاخر ، مع :- -تعطيل وتبطيل المشاريع(القليلة) التي قامت بها الانقاذ) ، مع التمهيد لتقسيم السودان وفق خططهم وخطط الخارج ،مع الأفرقة التامة للبلاد وافراغها من الاخر ودينه) ، هذه هي المهمة والباقة the package التي أتت لتنفيذها هذه الحكومة. أما التغيير لبعض الوزراء الذي تأملين فيه، فهذا سوف يسبب لك صدمة ثانية، وأسف اعمق، إذ أن حوجة السودان لتجويد ادارته واداءه، لا يخدم غرضا، اذا كان تغيير افراد بأفراد آخرين من نصف المنظومة التي تفكر بتفكير واحد وتدين بأيدولوجية واحدة، تحارب من اجلها وتصادق من اجلها وتعمل من اجلها، وترفع لها التقارير والتمام، التغيير يا أختي هو تغيير جذري في التربية الوطنية ، ومعرفة معنى الوطن، وإيجاد مشتركات للتعايش والتعاون المشترك، والتخلي عن التصادم والتضاد، والتخلي عن الخارج والاكنفاء على الداخل، وخلع ثوب التصادم الايديولوجي، ومد الايادي البيضاء نحو بعضها، ثم تقديم الأصلح للوطن الأكفأ ، ثم المشاركة الوطنية في وضع قوانين وضوابط تحدد معايير الاختيار ومعايير الادارة، ومعايير الإنتاج، بمراقبة ومحاسبة وطنية، وليس تغيير احمد بحاج احمد تحت مظلة سياسية واحدة تؤمن كما آمنت غيرها بالاقصاء، والتشرذم والتمكين بالتشليع والدمار. فوالله نأسف ان نقرأ توجعك المؤلم، غير اني كنت اظن أكثر انك قد قرأتي لونية ايدولوجية وفكر هذه الحكومة ، مقروءا مع مستوى التخاصم الفكري والتصادم السياسي مع الاسلاميين منذ الستينات، وكل ذلك مقرونا، بأن هذا الصدام هو صدام مع الاسلام والمسلمين والوطن وان هذه الحكومة(اليسار كله)، لم تقدم مشروعا وطنيا واحدا منذ ان غشي شيطانه هذه البلاد المكلومة. عفوا ربما تستحي ان تدخلي في تفاصيل هذا الصراع، لأنها تفاصيل صادمة ومريرة، لكنك اكتفيتي فقط، بالدهشة والصدمة والالم الفوقي، من كاتبة كنا نظن انها إما انها تعرف كل شيء وتعوزها الشفافية الموجعة، واما اننا نأسف والله ان تكون حدود قراءتك لهذا الامر، هو التوقع والتمني، الذي خدعت به قحت، الالاف الطاهرة التي خرجت، واتخذها اليسار بقيادة الشيوعيين مطية للقصر وللبس البدل الفاخرة، والابقاء على السيارات والقصور. وافر الشكر الرفيع بشير الشفيع المعارضة الايجابية تم الإرسال من جهاز هواوي اللوحي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة