*كل صباح جديد يزداد لهاثنا اليومي خلف الثلاثي الحياتي الذي لاتستقيم الحياة الا به ، ألا وهو القوت والوقود والنقود ، و الأزمات تتفاقم و تأخذ بعضها برقاب البعض ،و انسان السودان الذي يقضي يومه في حيرة ضاربة جراء اقتصاد الندرة و عجز النخب عن أن توفر حلاً أو تجاور مساكن الباحثين عن حل ، و رأينا بأم اعيننا و سمعنا بكل الجوارح إقرار السيد رئيس الوزاء بل و احتجاجه المبطن بأن قوي الحرية و التغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية لم تقدم له برنامجاً اقتصادياً ، ووجه العجب في أن ينتظر الخبيرالاقتصادي حل من أحزاب قوي الحرية و التغيير التي لم تنشغل يوما واحداً طيلة ايام الثورة بقضية كيف يحكم السودان !! و كنا على ذلك من الشاهدين و رددنا على مسامعهم دوماً ضرورة الحاجة الماسة لبرنامج ما بعد سقوط النظام ، و لكن يبدو ان القوم لم يكونوا يتصورون أن نظام الانقاذ الي زوال أو انهم عاطلون عن وضع برنامج سياسي اقتصادي لما بعد سقوط الانقاذ و منذ ذلك اليوم و حتي اليوم نسأل من ذا الذي يقود بلادنا الى الهاوية؟!
*كلما نري تكوين حكومة الدكتور حمدوك و انعزالها عن الشارع العام بل و أكثر من ذلك غيبة معظم وزرائها عن البلاد الامر الذي جعلهم يحكمون شعبا لا يعرفون حاجته و لا يتصورن اننا نعيش على هامش الحياة فالوجبة التي تطبخها سيدة البيت تحتوي على ( مسكول من اللحم ) و لان حكامنا من اصحاب الجنسيات المزدوجة لابد ان نشرح لهم ما هو هذا المسكول ، فهو (ثمن كيلو) و بهذه الحسبة لا ندري متي سيفهم وزراؤنا القادمون من مكاتب البنك الدولي هذه المعالجة الإقتصادية التي إبتدعتها المرأة ، ولربما يقدرون عبقرية المرأة السودانية التي تعمل من المسكول حلة ملاح على وزن تعمل (من الفسيخ شربات ) بينما حكومتنا الانتقالية تغير الوزراء منذ فترة و لا شئ جديد، فغياب الوزير و بقاءه سيان ، هل شعر احد منكم بفراغ نتج عن غيبة دكتور ابراهيم البدوي وزير المالية ؟!و هاهي الأمور تمضي في كل الوزارات على ذات الوتيرة ، فان كانت غيبة الوزير كبقائه فما هي حاجتنا لهؤلاء الوزراء طالما الامور تمضي بكل سلاسة و بدون وزراء جدد ؟! و لطالما أنه مكتوب علينا ان يحكمنا العاطلون عن المواهب فسيبقي السؤال بالتحديد من ذا الذي يقود بلادنا الى الهاوية؟!
*و أخيرا ننظر الي مخرج أمتنا المنتظر في حاضرة جنوبنا الحبيب جوبا و مسيرة السلام تشير كل الأصابع الي أنها تمضي الي غاياتها المثلي نحو توقيع السلام ، و السلام هذه المرة ليس ككل الاتفاقات التي مرت في كل تاريخنا المعاصر ، فوجه الإختلاف أن السلام اليوم عبارة عن حاجة حياة أو موت و ان لم يكن الجميع على مستوي المسؤولية التي تقدم البرنامج الواضح والمذهبية الصالحة فإن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو : من ذا الذي يقود بلادنا الى الهاوية؟!وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
بين تروس الحكومة وتروس لجان المقاومة ، نكون محتاجين لترس كبير اسمه شيوع مفهوم السيادة الوطنية التي عندماترتفع قاماتها ، تنحسر أجندة العملاء والجواسيس وباعة السياسة المتجولين .. وسلام يا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة