اعزائي في ق.ح.ت عندما خرج الشارع في 30 يونيو 2019 كانت تلك مرحلة تجاوز الشارع فيها احباطاته ولم يقعد ويستسلم لتلك الاحباطات وقاد حراكاً مستنيراً في اتجاه الحياة الايجابية .كان ذلك التحوّل ثورة في الوعي السوداني قاطبة وكانت المليونيات في الخرطوم والفاشر وعطبرة وكسلا وبورتسودان والابيض ونيالا، كان هناك وحدة جسم ووحدة هم ووحدة ضمير .كان من السهل للمجتمع المحبط البقاء في المنازل لفترة شهور بادعاء العصيان المدني ولكن هبّة الشارع السوداني في 30 يونيو كانت هبة غير تقليدية استلم زمام الأمر فيها قوى جديدة ومؤثّرة في الشارع السوداني ولا شك في ذلك مطلقاً بالنسبة لي. لأنها كانت تجربة جديدة و حياةً جديدة وروحاً جديدة غير تقليدية اعادت وعينا، هذا ان كنّا واعين، وازاحت الغبار عن مفاهيمنا وارجعتنا الى صورة ذهنية مختزنة نؤمن بها ولكننا غير قادرين لاعتبارات كثيرة على اخراجها لحيز الوجود وهي صورة اننا قادرون . كان ذلك اليوم وسيظل مابقينا على سطح البسيطة يبعث فينا الأمل بأننا قادرون على التغيير وقادرون على تجاوز احباطاتنا وتحويل همنا الى ديناميكية منتجة. للتذكير فقط فقد كان ذلك اليوم يلي الاعتصام في المنازل، وكان الاعتصام في المنازل نتاج فض اعتصام القيادة العامة وقتل شباب هم ابني وابنك واخي واخيك وابن اختي وأبن اختك ،وابن اخي وابن اخيك.كان هؤلاء الشباب يحلمون فقط ويفتحون منافذاً لأنفسهم في وطنهم الذي لا أشك مطلقاً في أنهم أحبوه فكانوا أكرم مني وبذلوا أنفسهم في سبيل حلمهم في أن ينتجوا وطناً يسع الجميع ،كانوا يرونه ممكننا، ولم نراه كما رأوه، كانوا يعرفون شوارعه ومتنزهاته ومصانعه الضخمة ومبانيه الشاهقة ورياض أطفاله المترفة بالامكانات وأنديته الرياضية العالمية ومنتخب كرة القدم فيه مشاركاً في كأس العالم بل هو منتصر في تلك الفعاليات،جامعاته مثل وتضاهي هارفرد ويل واستانفورد .مزارعه تصل منتجاتها الى كل أرجاء العالم عليه ديباجة (منتج سوداني). تمثل المشهد الدامي في القيادة العامة وفي آخر أيام شهر رمضان الكريم في صدمة اخلاقية لدى الشارع السوداني وصدمة فكرية سيلعق جراحها ولعناتها كل الذين تسببوا فيها وقتلوا واستباحوا حرمة هؤلاء الشباب الفاعلين ،وبالمقابل تطهّر من لعناتها كل من خرج الى الشارع منادياً بالقصاص الذي أقرّه المخلوع دون أي حقٍ آخر قبل ذهابه الى مزبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليه . مرّت السنة ونحن ننتظر نتائج التحقيق في أحداث فض الاعتصام ، فإذا بنا أمام أحداث فضّ اعتصام آخر في فيتابرنو وتعامل أبناء وأخوّة لنا وأبناء اخوتنا وأبناء أخواتنا بنفس المنهجية القاتلة التي لاتخاف الله في اعز ما خلق وكرّم وهو الانسان، كأنما هم من خلقوا هذا الانسان ، يسهل عندهم نزع روحه وايقاف حياته متى ما أرادوا . هؤلاء القتلة صنيعهم هو صنيعهم لم يتغيروا . ولكنّ ق.ح.ت تغيرت؟ لايبدو لي هذا الأمر مع دهشتي واستغرابي . الانسان هو الانسان إن كان في نيويورك أو كان في غبيش، يجب ان يخرج الشعب السوداني في مليونية لارسال اعتراضه على احداث فيتابرنو والقتل الوحشي فيها ، فإن كنا ندين القتل في الخرطوم فإدانته في فيتابرنو وكتم اولى. نرسل رسالة واضحة الى القتلة والمسؤولين عن هذه الاحداث بأننا تغيرنا وصرنا نعلي من قيمة انساننا في أي طرفٍ منه بما في ذلك من يقتلوننا ، ونرسل رسالة الى القتلة بأنّه لا مكان لكم بيننا فدمائنا ليست رخيصة كما تظنون ، ونرسل رسالة لمجلس السيادة بأننا نريد تحقيقاً شفافاً ومحايداً على أحداث فض اعتصام فيتابرنو ،ويعضّد الشباب الثائر بها قيمهم وثقتهم في أنفسهم بأنّه على حق وان القاتل هو الخائن وأن الثورة والوعي ماضاضون في طريقهم شاء من شاء وأبى من أبى، وبالمقابل نرسل رسالة واضحة الى القائمين على الحكومة الانتقالية بأنّنا لم ننس بعد دماء ابنائنا في دارفور وفي الحامداب وفي احداث فض الاعتصام أمام القيادة العامة . نريد أن نحفظ القيم الكبرى التي نفض غبارها شبابنا يوم 30 يونيو 2019 عن أذهاننا بأننا قادرون على التغيير وأن الأجمل ممكن والعدل ممكن والمساواة ممكنة والوطن الذي نحلم بيه يوماتي حنبنيه وان يالعسكري المغرور كل البلد دارفور وفيتابرنو والحامداب وامدرمان.مليونية فض اعتصام فيتابرنو في كل السودان واجبة في هذا اليوم ، فإن شرّد ابنائنا وبناتنا واخواننا واخواتنا في دارفور ونحن في غينا سادرون ، فلا تنسوا أن نقيف على فض اعتصام فيتابرنو بنقطة وسطر جديد. علي أبوزيد الدوحة 16/7/2019 f you're looking to submit news,a press release or or article please feel free to send it to [email protected] If you are experiencing technical issues with sudaneseonline.com please send us email to [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي ابوزيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست