الهمني الاستاذ محمد آدم فاشر بمقاله الراقي بعنوان :(لماذا يموت السودانيون بأسرارهم؟) ، لكتابة هذا المقال حيثُ ذكّرني مقال الاستاذ فاشر بثلاثة مواقف أحدهما مع البوفيسور عثمان سيد أحمد البيلي (طيب الله ثراه) وزير التربية الأسبق في حكومة الرئيس الأسبق جعفر النميري واستاذ التاريخ الاسلامي بنجيريا وبجامعة قطر ،والثاني مع العميد مهندس (معاش) بن عمر (سلاح المهندسين ) ومدير مكتب المشير عبدالرحمن سورالذهب الرئيس الأسبق أثناء الفترة الانتقالية،الثالث مع الدكتور العالم عمر عبود أستشاري الباطنية وامراض الكُلى والرئيس السابق لقسم الباطنية بمؤسسة حمد الطبية بدولة قطر .وسأكتب عن المواقف الثلاثة تباعاً ان شاءالله . بينما انا نازل لصالة المغادرة بالسلّم الكهربائي بمطار الدوحة الجديد وكان تحت التشييد ،قبل حوالي عشرة سنوات،لمحتُ رجلاً بهي الطلعة وضيء الوجه ملابسه متناسقة وبسيطة في غير إخلال ، وأبرز ما يميّزه شعره الأبيض المكسو تماماً بياضاً ووقاراً. وانا على السلّم الكهربائي تأكّدت من الرجل الذي تظهر صورته على الصحف القطرية احياناً عندما تأتي سيرة قسم الباطنية في مستشفى حمد العام. و انتابني قليلٌ من التوتر امام تلك المجموعة المسافرة،وجميعها في مواجهة السلم الكهربائي ، والكل ينظر الى النازل من السلم ،فلا شيء سوى الانتظار للتحوّل للطائرة. نزلت الى القاعة الضيّقة المرتفعة بإرتفاع السلم الكهربائي، ذات الكراسي المتلاصقة المحدودة، والتي نبقى فيها لقرابة الساعة حتى نغادر منها الى الخرطوم . وسلّمت على الرجل ومعه آخر ، ولتوتري لم أتبين هل ردّ علي السلام أم لا.ولم ازد على التحية . وصلنا الى مطار الخرطوم ليلاً ،وبعد الانتهاء من اجراءات الجوازات انتقلت الى سير العفش، ومرة ثانية رأيت الرجل وضيء الوجه ذو الشيب امامي مباشرةً. هذه المرّة قصدته وحييته وصافحته وعرفّته بنفسي وقلت له : ( بأنّي أعرفك يا دكتور عمر عبود،وسمعت عنك سيرة طيبة ومحمودة) تهلّلت اسارير الرجل فسألته : (هل كتبت مذكراتك يادكتور عمر عبود؟) ،ردّ قائلاً :(لا.. وباندهاش رفع كتفيه الى اعلى، فهمتُ أن الأمر عادي تماماً وما من شيء يستحق كتابة المذكرات ).قلت له :( يا دكتور عمر أنت ابن الرئيس الراحل ابراهيم عبود (رحمه الله)، رأيتموه من زاوية لم يرها السودانيون، ثم انّ آخر مطالب والدكم عند تسليم السلطة أن تُبقي السلطة ابنه المتواجد في بريطانيا للدراسة الجامعية في منزل السفير السوداني بلندن، لأنّه متواجد بحكم الصداقة التي تجمعه بالسفير لا بحكم رئاسته للسودان،ولعدم مقدرة والدكم على استئجار مسكن خاص لأبنه)،وكان مبلغ علمي أنّ المقصود هو الدكتور عمر عبود نفسه، فرد علي الدكتور عمر عبود قائلاً:( هذا أخي ) . أضفت قائلاً:( يا دكتور عمر لقد سمعت عن اياديك البيضاء في اجراء عمليات نقل الكُلى للسودانيين بمستشفى حمد العام وحسب علمي بأنك تقوم بهذا العمل كل شهر ) فصمت الرجل ، وأضفت : ( كتابة المذكرات ليست من باب تضييع المعروف ولكن من باب التأكيد على ان الخير موجود والحث عليه واجب ، والعلم بما تقوم به يجعله ممكناً وممتداً على أيدى ابنائك الاطباء الشباب وأي سوداني آخر مستقبلاً ). التفت الي قائلاً:( والله ما فكرت في الموضوع ، خلينا نشوف ان شاءالله ). علي أبوزيد 11/11/2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي ابوزيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست