لقد شاهدتُ مقطع فديو تمثيلي لفتاة تحكي عن كيفية إغتصاب جهاز أمن النظام البائد للفتيات والنساء السودانيات المناضلات، وعلا ما يبدو ان القصة جسدت مشهد عن إعتقالات الفتيات وتعذيبهن من قبل جهاز أمن النظام حيال قيام ثورة الشعب المجيدة، وتم تقديم العرض المسرحي امام الرئيس الالماني، واعتقد ان العرض تم الإعداد له مسبقا، بحيث يقدم من ضمن العروض والزيارات التعريفية التي وضعت خصيصاً لتقديمها في برامج زيارة الرئيس الالماني للسودان، وللامانة والتاريخ ان العرض لم يكن به عيباً ولا شيئاً من هذا القبيل، وإنما جسد واقع أليم تأذى منه العديدات من النساء والاسر السودانية، ولكنه لم يكن بقدر حجم الحدث، كما ان القائمين على إعداد هذه الفكرة والتداعي لتقديم هذا العرض غض النظر اذا كانت مقصودة او جاءت عن طريق الصدفة لم يحسنوا التفكير المطلوب في تقديم هكذا مواضيع، وذلك لأن الجرائم التي أرتكبها النظام البائد وأجهزته الأمنية في حق الشعب السوداني، ولا سيما النساء والاطفال لا تحصى ولا تعد، وهى اكبر من جريمة إعتقال وإغتصاب، كما ان الاغتصابات نفسها كان يمارسها النظام ليست ضد النساء وحدهن بل ضد الرجال ايضاً في مناطق الحروب والصراعات في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة، ومناطق اخرى عديدة في السودان، وهى اكثر ألماً وبشاعة من تلك التى تم تقديمه في العرض، وما زالة ذاكرة الثورة تحفظ والسودانيين يتزكرون حادثة اغتيال شهيد خشم القربة الاستاذ احمد الخير، ولعل القائمين على أمر تقديم ذلك المشهد امام الرئيس الالماني غير مدركين بان الرئيس الالماني يمتلك الكثير من المعلومات الموثقة عن جرائم النظام البائد واجهزة امنه قد تفوق المعلومات التي يمتلكونها، ولعله كان من الافضل ان يقوم اؤلئك النفر بتقديم معرضاً يحوى على كآفة جرائم النظام البائد وأجهزة أمنه وعرضه على الرئيس الالماني بدلا عن تلك العرض الذي أقل ما يوصف بانه خجول وفاتر، والجميع يعلم بان هنالك الآلاف من الجرائم ارتكبها النظام البائد واجهزته الامنية ضد ابناء وبنات الشعب السوداني، وهى تستحق ان تعرض في معرض لضيف زائر بحجم الرئيس الالماني ليتعرف عليها عن قرب، ولا سيما مقابلة الضحايا وعرض تلك الجرائم الموثقة بالصورة والصوت حيال الثورة السودانية، والتى كانت تعرض على شاشات كبيرة في ميدان إعتصام الشعب السوداني امام القيادة العامة، ودواعى تقديمي لهذا النقد هو ان واقع بلادنا اليوم يحتم علينا ان نكون اكثر مسؤولية تجاه عرض جرائم النظام البائد واجهزته الأمنية، وان نكون اكثر واقعية ومصداقية في تناول القضايا السودانية، حتى نضع أصدقائنا في الخارج " رؤساء الدول والمنظمات والشخصيات المتعددة المقامات" في الصورة الصحيحة التى تمكنهم من الوقوف والتعاطف معنا وتقديم يد العون والمساعدة المطلوبة حتى نتمكن من ان نتجاوز أزماتنا الراهنة والخروج الى بر الأمان، حتى نتمكن من ان نقود بلانا نحو القمم ومصافي الدول ونلتحق بركب والامم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبدالله ابراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست