وكلمة ( الما محرية) تعني الغير متوقعة...الغير محسوبة...أو بمعني أكثر شمولية...أن تأتيك المصيبة من حيث لا تحتسب ومن المواقع الاكثر أمنا وامانا ، كما كنت تعتقد! وهذا بالضبط ما يحدث الان في منطقة ديار جعل..حيث قام رهط من أبناء القبيلة بالتداعي والدعوي لتغيير ( روليت) النظارة وخروجه من بيت ( حاج محمد البيه)...وليست تلك هي المشكلة في طرح الفكرة رغم خروجها عن ما توافقت عليه القبيلة منذ تأسيسها..ولكن المشكلة هي في الطريقة التي تجري بها العملية في غفلة من كبار رجالات القبيلة مستهدفين في ذلك ناظر القبيلة الحالي الأستاذ صلاح أبراهيم حاج محمد وجعلوا منه خصما دون ذنب قد جناه سوي تأيده للدكتورة أمنة أحمد واليا لولاية نهر النيل. ورغم اضمحلال دور الادارة الاهلية في الحياة العامة بعد الضربات التي اصابتها أبان حكم جعفر نميري وحل أداراتها لأسباب سياسية معروفة..الا أن رموز هذه الادارات ظلت مكان احترام وثقة ومرجعية أهلية حكيمة في حل مشاكل الناس. وأهمية الشياخة والنظارة أنها تحافظ علي النسيج الوطني القومي للمجتمع ...وكلما توحدت قيم واتجاهات القبيلة وتحت قيادة واعية ورشيدة ، في منطقة كانت، كلما كان ذلك عاملا وعنصرا قويا من عوامل القوة للأمة السودانية..وهذا ما نامله من حكومة الثورة بأن ترجع للادارة الأهلية مكانتها وفي اعتقادي فان الكثير من الانفلات الامني التي تشهده بعض المناطق ما كان له أن يحدث في وجود الادارة الاهلية. وقد فطن الانجليز أبان حكم للسودان لأهمية هذا الدور وتبني الحاكم العام المستر ( سيرجون مفي) تقرير المستر ( ملنر) وتحمس لتوصياته بشأن قيام الادارة الاهلية في السودان بعد نجاحها في نيجريا رغم تعدد وكثرة قبائلها. وبعد تجمع القبائل السودانية في وحدات كبيرة تحت ادارة( ناظر) أو( سلطان )أو( مك) أو ( مقدوم) حسب ما تقتضيه الظروف...ففي المديرية الشمالية علي سبيل المثال، مملكة الجعليين في شندي، والميرفاب في بربر، والشايقية في مروي، والدناقلة في دنقلة... ثم بعد ذلك ، سميت النظارات علي كل منها ناظر.. أما بخصوص نظارة ومشيخة الجعليين فقد ذكرت الوثائق عن وجود وثيقة تحمل توقيع أعيان ومشائخ قبيلة الجعليين وزعيم بيت المجاذيب الشيخ البشير جلال الدين، تؤيد ترشيح حاج محمد أبراهيم فرح لنظارة الجعليين ، وكان بجانب توقيع الشيخ جلال الدين ، خليفة المجاذيب، الشيخ علي جاد الله، رئيس محكمة مشائخ مركز شندي ، والشيخ عوض الكريم أبونخيلة ، أحد فرسان واقعة أبو طليح، والعمدة أحمد محمد فرح ، عمدة المتمة، والشيخ مصطفي الأمين ، والشيخ ود سرور، من أعيان المتمة.كما جمعت الوثيقة توقيعات من مشائخ الفروع لذات الغرص الذي لقي قبولا من السلطات ومن ثم تنصيب الشيخ حاج محمدأبراهيم فرح ناظرا علي فبيلة الجعليين ...واستمر الحال علي ماهو عليه محصورا في ال البيه أبا عن جد في نظارة القبيلة حتي وفاة الناظر ابراهيم حاج محمد اواخر عام 2019..واختيار ابنه الاستاذ صلاح ابىاهيم خلفا له...ومن هنا، ولاول… ما يحدث الان في دار جعل هو فتنة ...نعم فتنة وسوف تتجاوزها القبيلة باذن الله، فلازالت العقول الكبيرة موجودة وقادرة علي احتواء الموقف. صحيح الأمر شوري بين الناس...ولكن ليس حول الثوابت والحقوق التاريخية وما تعارف عليه الناس ...فوصول الأستاذ صلاح ابراهيم الي نظارة القبيلة، وهو الشاب المثقف خريج جامعة الخرطوم، هو تسلسل طبيعي وسلس وهو ما تعارفت عليه القبيلة ولم يات ببدعة...فاذا كانت لاية جهة وجهة نظر مخالفة في نظارة الفبيلة؛ فان الحق والعدل والمنطق ، كلها تقول،أن يتم ذلك في حضن ورعاية القبيلة وليس خروجا علي تقاليدها. والذي نعرفه فان للأستاذ صلاح خطط وبرامج لتطوير الريف ؛ وله أفكار جريئة في تحديث عمل الادارة الاهلية بما يتوافق والمجتمعات الحديثة ؛ فضلا عن ايمانه القوي بحق القبيلة في اختيار من تراه صالحا لقيادتها علي مستوي النظارة والشيوخ والعمد...علي أن يتم ذلك بالتراضي واامودة واامحبة متي ما كان ذلك ممكنا..حفاظا علي وحدة وسلامة النسيج الاجتماعي للقبيلة، او بوسائل الديمقراطية الأخري المعروفة. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست