اللهم اخرجنا من هنا فقد اشرأب البؤس وعلج طلعه وانتصبت ذؤابته وأنت بنا رحيم.. واليوم نبدأ بالدعاء، بعد مطرة البارحة التي استمرت حتى الصباح، فأصبح الشعب كافلاطون وقد دخل في محاورات سقراطية مع الشوارع بسبب المستنقعات. الأحذية التي تُهدى اليك تتحول لعجينة من الطين والجلد والأربطة، البنطلون يتعفن حتى منتصف الساق، وفوق هذا وذاك امتنعت الافران عن العمل، واصبح كيس العيش يباع بستمائة جنيه (من الذي يخبز هذا العيش؟ إذا كانت الافران قد توقفت بالفعل)؟ أصبحت كمشة الفول بمائتي جنيه، اللحمة تلاتة الف ومأئتي جنيه، المواصلات الحافلة= ١٥٠ للمشاوير المتوسطة ومائتين وخمسين للمسافة من العربي وحتى الكلاكلة، الهايس بمأتين وخمسين حتى لو قطع بك الشارع، أقل مشوار ركشة ٧٠٠ جنيه، إلى اين تتجه هذه البلد؟ الطامة الكبرى لمن لا يملكون منازل مثلنا، حيث يغتصبهم اصحاب العقارات اغتصاب العروب للحمير، فيطلبون زيادات مهولة، ويطالبون باجرة المثل، هذه ليست اجرة مثل، هذه أجرة مثليين عليكم اللعنة انتم وحمدوك والبرهان والشيوعيين والكيزان أجمعين.. هذا ليس وطناً هذا الثعبان الأقرع الذي ينكح الميت في قبره وحق الله. يا قوم.. ماذا نفعل؟ لقد حار بنا الدليل؟ واسقط في ايدينا، لا الثورة نفعت ولا الاستسلام نفع، وقد قيل في الحِكَم المأساوية إن لم تكن قادراً على منع اغتصابك فحاول ان تستمتع..ولكن حتى هذا بات مستحيلاً، فماذا نفعل؟ لا كهرباء ولا غاز ولا خبز ولا شوارع مسفلتة ولا انتاج صناعي ولا انتاج زراعي ولا انتاج علمي ولا انتاج ثقافي، ولا حكومة فالحة ولا معارضة نافعة، ولا صراخ يجدي ولا سمبك يقطع بنا البحر، وحتى اللوتري سرقت السفارة الامريكية دولارات من تم قبولهم ورفضت تسفيرهم وهم يقفون في احتجاجات هزيلة كل يوم تحت المطر. وعلى صفحة السفارة الامريكية يحاولون البلبصة والتطبيل للأمريكان لكي ترحمهم امريكا (نفس عقلية حمدوك)، وأمريكا (لهفت) آلاف الدولارات وعملت غمرانة، وحمدوك دفع ملايين لشهداء أمريكا ورفض دفع مليم واحد لشهداء الثورة؟ طيب.. كل هذا الهراء أصبح غير مفيد، وصرف عربي على الفاضي؟ فما الحل يا قوم؟ نحن يحكمنا اللصوص والسفهاء، حتى أصبح الناس بدورهم لصوصاً وسفهاء؟ فما الحل؟ هناك قيم اخلاقية حتى بين افراد العصابة الواحدة إذا يجوز لأي فرد فيها سرقة أي شخص ماعدا زميله في العصابة، ولكن الشعب اصبح يسرق بعضه بعضاً، أصحاب الافران يسرقون، والحكومة تسرق، والمسؤولين عن عطاءات البناء والتشييد يسرقون فتنهار الطرق والجسور، والموظفون يرتشون، وأصحاب النفوذ والسلطان يحتكرون الدولارات ويصبحون وزراء أو يتحالفون مع الحكومة، نحن شعب لص..شعب مشكل من عصابات، لا دين لها ولا اخلاق ولا قيم ولا حتى رحمة. فأين المفر..؟ نريد عدالة السماء التي طال غيابها.. وبس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة