الثابت ما عشناه من ازمات بعد ثورة ديسمبر فضح الطبقة السياسية، و النُخب التي ظلت تتبادل الادوار، و المراكز هرولة بين السلطة، و المعارضة، و في كلٍ لهم تجارة، و مصالح، إلا الشعب المغلوب علي امره يُساق كالقطيع.
سياسة الإلهاء، و إنتاج الازمات، و التركيز علي نقاط ضعف المجتمع، و صناعة البروباغندا اصبحت لها غرف مغلقة، و دواليب عند النخب، و السياسيين، و الحكام.
العمل السياسي عندنا اصبح عبارة عن صراع مفتوح لا تحده قيّم، و لا اخلاق، لطالما إرتبط بمصالح طبقة متنفذة، يمين، او يسار، تستثمر في جهل المجتمع بالتسطيح، و التجريف، و التجهيل، لتُبقى علي الإمتيازات التاريخية بلا إستحقاق.
برغم الجوع، و المرض، و الفقر، و إنعدام السلع الضرورية، و الادوية، و موجة الغلاء الطاحنة التي انهكت كافة قطاعات الشعب، تجلت فصول معركتنا في عورة المرأة، و لباسها.
شماعة اليمين الباطل، و بروباغندا اليسار العاطل ادخلت ثورتنا المجيدة في صراع، و كأننا في العصور الوسطى، و للأسف اصبحنا ادوات طيعة لهذا الصراع، فإنقسم المجتمع الي فريقين كما داحس، و الغبراء.
الي كل اطراف الصراع حول سيداو، و ما ادراك ما المرأة، و حفظ حقوقها، و حمايتها، و صون كرامتها..
* الدولة المدنية، دولة الحقوق، و الواجبات، و المواطنة وحدها جديرة بحفظ، و حماية حقوق المرأة، و صونها بعيداً عن المنابر، و الصراعات السياسية، و المزايدات.
كيف تصون مرأة مع سيداو او ضدها، و هي جائعة، لعمري إن خرجت لتقتات من ثدييها لهي اشرف من كل هذه النُخب العاطلة الديوثة يمينها، او يسارها، لطالما ساحة المعركة اصبحت بين فخذيها.
لابد من إبطال مفعول هذا الإلهاء، و الخروج من هذه الدائرة الجهنمية، لنعيش الواقع بتفاصيله المؤلمة دون ان نهرب بالصراعات، و الشماعات الواهية التي لا تُجدي نفعاً.
* السياسة هي فن الممكن في تحسين حال الناس في معاشهم، و رفاهيتهم، و حفظ كرامتهم.
السياسة عندنا ترف، و رفاهية في الصراعات الأيديولوجية، و فرض النفوذ، بالحق، او بالباطل، و الجميع اسرى في حقبة مابعد الحرب العالمية الثانية، و ما ادراك ما الحرب الباردة التي لم تضع أوزارها بعد بين صفوفنا جهلاً، و فقراً، و مرضاً، و تعاسة.
* تلك الحقبة التي طوى العالم صفحاتها لتكون رفاهية الشعوب، و تقدمها هي الغاية، و الهدف.
* بالوعي نستطيع ان نخرج من ميدان هذه المعركة القذرة.
لابد من مراجعة الثورة، و العودة بها الي دولة الإعتصام الفاضلة التي ترفرف في سماواتها ارواح الشهداء، و نحن نستشرف ذكرى فض الإعتصام.
* يمكننا كأمة الإنتصار، و العبور بالثورة الي غاياتها التي لا تقبل القسمة إلا علي الحرية، و العدالة، و السلام.
يا اهل اليمين، و اليسار هل من سبيل لنخرج من بين فخذي المرأة، الميدان الحصري لصراعاتكم النجسة؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة