ما حك جلدك مثل ظفرك,, بقلم إسماعيل عبد الله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 02:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2020, 04:17 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما حك جلدك مثل ظفرك,, بقلم إسماعيل عبد الله

    03:17 PM February, 15 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الانبهار بالأجنبي يعد واحد من عيوب الشخصية السودانية, إنّه ذلك الاندهاش الذي يصل درجة التقديس والاستسلام الكامل لهذا الأجنبي, وبلدنا يكاد يكون البلد الوحيد في العالم الذي يمنح الاجانب امتيازات تفوق بدرجات كبيرة ما يلقاه ولد وبنت البلد من خدمات وتسهيلات حكومية, فمن السهولة بمكان أن يحصل الوافدون من دول العالم على حقوق المواطنة الكاملة الدسم في بلادنا دون مقابل يذكر, ومن فرط كرمنا الفياض منحنا وثيقة جواز السفر السوداني لكل من هب ودب من مطاريد الشعوب الأخرى, حتى اصبح هذا الجرم وبال علينا ومهدد لمستقبل الأجيال الشابة بحرمانها من منافع كثيرة يسهل العبور اليها هذا الجواز السوداني, مثل مشروع قرار الرئيس الأمريكي لايقاف الكوتة السنوية التي تمنحها بلاده للسودانين في برنامج (الكرت الأخضر) فيزا التنوع.
    هذا الاندهاش بالاجانب لم يسلم منه حتى القادة الكبار في مؤسسات الدولة السيادية, و جميعكم يذكر تلك الصورة التي التقطت للرئيس المخلوع و هو جالس برفقة اطفال في سن احفاده عند مشاركته احدى الفعاليات الرياضية لدولة خليجية, انشغل عنه مستضيفوه بالاحاديث الجانبية و تركوه يلهو مع اطفالهم في مشهد مذل لرأس دولة أهان رمزية سيادة شعب له صولاته و جولاته في تلك الديار البترودولارية, وعند زيارة عبد الفتاح السوداني لعبد الفتاح المصري تفاجأ السودانيون بعبد فتاحهم يؤدي التحية العسكرية لرصيفه المصري, أين الندية و التعامل بالمثل و الاعتداد بالذات من تصرف رمز سيادتنا؟
    يعزى سر نهضة اليابان الى احد فلاسفتها وملهميها الذي قدم جهد فكري وتوعوي ضخم نسف به عقدة الدونية التي كانت متجذرة في وجدان الشعب الياباني, فأخرجهم من تيه تأليه الانسان الأبيض ورصف لهم طريقاً مغايراً لسلوك التقليد الأعمى لأيقونات الطفرات التقنية والصناعية و الفكرية للانسان الغربي, فنال كوكب اليابان عضوية نادي العظام بكل جدارة, ودار حول مداره الخاص والمميز في فضاء الكون الانساني الرحيب, وطبع ديباجته (صنع في اليابان) على قلوب سكان المعمورة.
    مظاهر الفرح الاندهاشي الطاغي على وجوه مسؤولينا عندما يجتمعون برؤساء حكومات البلدان الاوروبية, وتصريحاتهم الظافرة والمبسوطة بعد ختام مثل هذه اللقاءات, تعكس لك ذات الفرحة التي تعتلي جباه الفقراء و البسطاء من الأطفال, في قرى جبل مرة عندما يعبر من أمامهم السائح الألماني ممتطياً دراجته الهوائية, فرئيسنا و خفيرنا سيان في مضمار هذا الشعور الدوني تجاه الخواجات, وهذا السلوك له انعكاسه المباشر في تحديات الاقتصاد الانتاجي و الحفاظ على الأمن القومي للبلاد, ودونك تسولنا الدائم أمام أبواب قصور الأمراء و السلاطين و ورطتنا الكبيرة في اليمن.
    هذه النفسية المهزومة تلحظها في انفعالاتنا مع ملف الأزمة الاقتصادية, و دوران خبرائنا الماليين في فلك استجداء الدعم الأجنبي والاستدانة من البنك الدولي, وإثقال كاهل الخزينة المركزية بديون سيادية تمويلية لبناء السدود والجسور و رصف الطرق و انشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية, حتى يومنا هذا لم تتمكن حكومة الانتقال من حسم انفلات سعر الصرف بالسيطرة على التحويلات المالية للسوق السوداء, والتحكم في سوق الذهب تنقيباً وشراءً وبيعاً وتصديراً للسوق العالمية.
    ومما يثير الحسرة تلك الكمية الكبيرة من انتاج القمح الذي حققه مشروع المستثمر السعودي الراجحي بالولاية الشمالية, التي تقارب مقدار ذات الكمية التي يستوردها السودان محمولة على ظهر البواخر الرابضة بميناء بورتسودان, وبما أن البلد زارعي و أرضه خصبة لماذا لا تجعل حكومة الثورة الموسم الزراعي هذا العام موسماً للأكتفاء الذاتي من محصولي الذرة والقمح , بدعم مزارعي الري الصناعي و المطري بالآليات و مدخلات الانتاج و التقاوي؟ ولماذا لا يعاد تأهيل مشروع الجزيرة؟.
    ما حك جلدنا مثل ظفرنا, لنترك الأمنيات و الاحلام الزلوطية و نتجه نحو حراثة الأرض و حفر باطنها لأستخراج الثروة المعدنية, بدلاً عن التغريدات الجوفاء في الفيس بوك و التويتر و الواتساب, فالأوطان لا تبنى بالأماني والإتكال على الهبات و الصدقات, افلحوا الأرض تشبعوا البطون الجائعة و تكسوا الأبدان العارية و تصدروا فائض الانتاج إلى خارج الحدود ليس من أجل جلب العملة الصعبة, وإنما لتجعلوا العملة الوطنية قوية ومنافسة للدولار و الين و الجنيه الاسترليني.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de