عانى المسلمون في مكة المكرمة ، و قبل الهجرة إلى يثرب أشد المعاناة ، و أذاقهم أهل الشرك و الضلال جميع صنوف الأذى و العذاب ، و بالرغم من ذلك ، لم يلجأ القائد الفذ ، النبي الأمي ، سليل الأكارم ، محمد بن عبدالله بن عبد المطلب ، إلى ناحية التشفي و الإنتقام ، عندما دارت عجلة الزمن ، و مال ميزان القوة لجانبه ، بل سطر إرثاً سياسياً ، كتبته كتب التاريخ بمداد من ذهب ، عندما قدم العفو و الصفح على الانتقام , عندها ، فقط ؛ أدرك أهل مكة ، مقدار جهلهم العظيم ، بكنه و طبيعة أخلاق إبن أخيهم الكريم هذا ، فكانت النتيجة المنطقية أن دخلوا في دين الله أفواجا ؛ و هكذا ، فإن الخلق القويم ، هو خير دعوة يقدمها الداعية إلى الهدى ، فلم يطيل الحديث مع أهل مكة ، كما يفعل القادة الفاتحون في مثل هذه المناسبات ، بل أعطاهم ، أهم ما يحتاجه من أحتل أرضه من قبل المغتصبين ، الحرية ، و ما أعزها في زمن الإحتلال ، و كأنه يعترف ضمنا : بحرية التعبير ، و حرية المعارضة ، و حرية الإعتقاد ، ما أعظمك من نبي و قائد ملهم .. إن الأحداث التي شهدتها مدينة الفاشر ، خلال الأيام الماضية ، بعد دخول قوات الدعم السريع و القوات المتحالفة معها ؛ لا تسر ؛ بل تضر أشد الضرر ؛ بمستقبل التعايش السلمي ، و النسيج الاجتماعي في الولايات الغربية ، صحيح ، تقاتل الجميع لمدة تصل لقرابة العام و النصف ، و خسرت الأطراف المختلفة ، عدد كبير جداً ، من الأحباب ، و لكن ، هذا لا يفسر ، هذا الاسراف في القتل و التصفية ، لدرجة أن يدخل فيها المدنيين ؛ من الأطفال و النساء ، و كبار السن.. من عيوبنا الكبيرة جدآ كسودانيين حب الثأر والانتقام ؛ و المبالغة في ذلك . هذا العيب هو واحد من أهم أسباب إستمرار أزماتنا و إستفحالها في كل مرة . . أطالب السيد : محمد حمدان دقلو ، برصد كل من شارك من قواته في هذه الجرائم البشعة ، و تكوين جهاز أمن خاص يراقب مثل هذه الحالات التي يحصل فيها التعدي على القوانين ، لأن دستور تأسيس ؛ الذي سيحكم السودان في المستقبل القريب ، سيعيد تأهيل المؤسسة العسكرية من نقطة الصفر ، بما في ذلك بقية القوات و على رأسها الدعم السريع ، فتقارير جهاز الأمن الخاص عن تجاوزات بعض القيادات أو الأفراد ، ستكون المرجعية النهائية التي تحدد أهلية الفرد للمؤسسة العسكرية أو القوات النظامية في سودان ما بعد التأسيس . فلا مكان لأي فرد ، لا يحترم القانون ، في القوات النظامية في حكومة التأسيس ، أو سمه سودان المستقبل القادم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة