ذلك الشعب السوداني ( الطيب الحائر ) ليس بذلك الشعب الذي يطمع في الكثير والكثير من متاع الحياة ،، بل هو ذلك الشعب الطيب ( المتواضع القانع ) الذي يطالب بأدنى ضروريات الحياة بالقدر الذي يستر الأحوال ولا يفضح السيرة أمام الشامتين !! ،، شعب يستحي ويتألم كثيراَ حين لا يجد في داره ما يقدم للضيف من القرى والتكريم !!! ،، شعب لا يطمع إطلاقاَ في امتلاك تلك العمارات الشاهقة في قلب العواصم داخل البلاد أو في خارج البلاد ،، ولا يطمع إطلاقاَ في امتلاك تلك الأرصدة المالية الضخمة الهائلة في البنوك داخل البلاد وخارج البلاد ،، ولا يطمع إطلاقاَ في تمليك آخر الموديلات من السيارات الفخمة والفاخرة ،، ولا يطمع إطلاقاَ في التنافس من أجل القيادة والرئاسة ،، ولا يطمع إطلاقاَ في التنافس من أجل الوزارات والوظائف والمناصب العليا في البلاد ،، ولا يطمع إطلاقاً في التنافس من أجل أن يكون والياَ لولاية من ولايات السودان ،، شعب متواضع يريد فقط أن تتوفر له في البلاد تلك الضروريات الأولية التي تعين على الحياة ،، يريد فقط تلك اللقمة المتاحة من الخبز الضروري والقوت اليومي الذي يمكن من استمرارية الحياة ،، يريد فقط تلك الخدمات الضرورية لمواصلة الحياة حتى لحظات الموت والفناء ،، مثل خدمات الكهرباء والمياه والغاز والأدوية والمواصلات والعلاجات والتعليم ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي توفر الأمن والأمان والسلام في ربوع البلاد ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي تحمي ظهره من كيد هؤلاء ( التجار ) الجشعين الذين لا يخشون الله في العباد ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي تقاتل وتحارب هؤلاء المحتكرين الذين يحتكرون ثروات وخيرات البلاد دون وجه حق ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي تحارب وتقاتل هؤلاء المهربين والسماسرة الذين يهربون الخيرات لخارج البلاد ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي توقف سطوة ( الدولار ) في البلاد وتقوي عملة البلاد ،ـ، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي تمنع ذلك ( الغلاء الفاحش ) التي تجري في أسواق السودان عند رأس كل ساعة ،، يريد فقط تلك السلطة والحكومة التي تحد من ذلك الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات في البلاد ،، وهي تلك الصورة المؤلمة التي تجري في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة منذ سقوط النظام البائد ،، وهو ذلك النظام البائد الظالم الذي تسبب في غلاء الأسعار في لحظة من اللحظات ،، فإذا بالغلاء في هذه الأيام في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة يفوق ذلك الغلاء في أيام الإنقاذ البائد ألف مرة !!!! ،،
فهل تلك المطالب الأولية والأساسية البسيطة التي يطالب بها الشعب السوداني هي بتلك الصعوبة والاستحالة بذلك القدر الذي تعجز عنها حكومة السيد ( عبد الله حمدوك ) ؟؟؟؟ ،، والشعب السوداني يستغرب ويندهش كثيراَ حين يكتشف بأن تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة قد عجزت كلياَ عن معالجة بند واحد من تلك البنود الأولية البسيطة التي يطالب بها الشعب السوداني لأكثر من العامين !!! ،، فتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة لا تستطيع إطلاقاَ أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت ( أزمة الخبز ) في البلاد تماماَ !!! ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة المواصلات في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة الأدوية والعلاجات في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة الوقود والغاز في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة الكهرباء والمياه في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة التعليم والمدارس والجامعات في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة الانفلات في الأمن والأمان وسلامة أرواح الناس في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة العطالة في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت سيطرة ( الدولار ) في البلاد تماماَ ،، ولا تستطيع أن تؤكد للشعب السوداني بأنها قد عالجت أزمة العملة السودانية التي تتراجع في مقدارها يوماَ بعد يوم في البلاد تماماَ ،، فأي إنجاز لتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة غير تلك الانجازات الفارغة المتعلقة بتوزيع المناصب والوزارات والمخصصات والامتيازات والولايات لهؤلاء المتسلقين على أكتاف الشعب السوداني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة