المسئولون في بنك السودان قد صرحوا قبل أيام بأن عائدات الذهب السوداني هي لتغطية قيمة توريد تلك السلع الإستراتيجية الهامة الضرورية ( القمح / الوقود / الأدوية ) ,, وفي نفس الوقت فإن التقديرات والإحصاءات تؤكد بأن دولة السودان تعد من تلك الدول الأولى التي تنتج كميات وافرة من الذهب في العالم .. والسؤال البديهي الذي يشغل أذهان العامة من الناس هو : ( إذا كانت عائدات الذهب السوداني مخصصة لتغطية قيمة تلك السلع الإستراتيجية فما أسباب تلك الأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد لأكثر من سنتين في الخبز والوقود والأدوية ؟؟؟ ) .. ولما تشهد البلاد تلك الصفوف والمعاناة يا هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة ؟؟؟ .. تلك الصورة المبهمة وذلك التناقض العجيب في الأحوال تمخول عقول الشعب السوداني !!.. ولا يوجد إلا تفسير واحد يجيب على ذلك السؤال الكبير المحير !! .. وهو أن عائدات ذلك الذهب السوداني بالتأكيد لا تدخل في خزانة الدولة العامة !! .. بل هي عائدات تدخل في جيوب تلك الشركات المحتكرة للذهب وفي جيوب هؤلاء الذين يهربون الذهب السوداني لخارج البلاد !!.. وقصة ( الدولار ) محور آخر في حكاية التلاعب الذي يجري في هذه البلاد !.. والخلاصة تؤكد أن مقدرات البلاد الاقتصادية مغتصبة بأيدي جهات تمارس أبشع ألوان الاحتكار في العالم !!.. والمضحك في الأمر أن حكومة السيد عبد الله حمدوك عاجزة كلياً عن مقاومة ومحاربة تلك الجهات المحتكرة والمهربة التي تذيق الشعب السوداني أشد ألوان الويلات .. وهي تلك الحكومة المؤقتة الضعيفة التي لا تملك الهيبة ولا تبطش بهؤلاء المتلاعبين بأيدي من حديد .. حكومة عاجزة وضعيفة بكل القياسات والمعايير .. حكومة تشاهد تلك الصفوف وتلك المعاناة للشعب السوداني لأكثر من سنتين ولا تفعل شيئاً !.. حكومة يسخر من ضعفها هؤلاء المهربين والمحتكرين والسماسرة وأغنياء الظروف !!.. حكومة أقوى منها تجار ( الدولار ) مليون مرة !! .. وتواجد تلك الحكومة المؤقتة الحالية يمثل أكبر رحمة لتلك الجهات التي تتلاعب بمصير البلاد .
تلك هي الخلجات التي تدور في أذهان الشعب السوداني في هذه الأيام .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي بدأ يردد في هذه الأيام عبارة ( حتى هنا وكفى !! ) .. وقد جاء الوقت لتنتهي أزمان المهازل في البلاد .. وجاء الوقت لتختفي تلك الصفوف من أجل الخبز والوقود والغاز نهائياً .. ولن يحدث ذلك الأمر إلا إذا تواجدت في البلاد حكومة قوية تقودها الرجال .. هؤلاء الرجال الذين يحسون فعلاً بأوجاع الشعب السوداني .. ولا تهم الشعب السوداني إطلاقاً مواصفات تلك الحكومة المطلوبة ( عسكرية أم مدنية ) .. لأن تلك الحياة الحالية القاسية التي يعيشها الشعب السوداني لا تعطي المجال لأي لون من ألوان التفاضل والاختيار !.. وتلك الأحوال الحالية التي توحي بالفناء والموت تسهل على الناس عبارة : ( يا روح ما بعدك روح !! ) حيث الرضا بالقدر يوجد الحياة في الأبدان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست