كان يتكلم المجنون وحيداً وهو يضحك مع نفسه ويقول : ( لقد خدعوا الشعب السوداني هؤلاء .. ولا يوجد فوق وجه الأرض أشد نهماً من هؤلاء التماسيح في حكومة السيد عبد الله حمدوك ،، فتلك الملايين من الأموال التي نهبها جماعات الإنقاذ البائد خلال ثلاثين عاماً قد نهبها هؤلاء المسئولين في حكومة السيد عبد اله حمدوك خلال سنة واحدة فقط من عمر الزمان !! .. وهي تلك الملايين التي قد تم استردادها من قبل هؤلاء في لجنة ( إزالة التمكين ) !،، فيا عجبا ويا عجباً من هؤلاء الناس !! لقد استطاعوا أن ينهبوا خلال سنة واحدة فقط تلك الملايين التي نهبها جماعات الإنقاذ البائد خلال ثلاثين عاماً !! وإلا فأين ذهبت تلك الملايين والملايين التي استردتها تلك اللجنة الموقرة للخزانة العامة ؟؟؟؟ ) .
لقد صدق ذلك المجنون في تلك التكهنات رغم أنه مجنون .. حيث يشاطره الحق والمنطق في تلك المزاعم من كل الجهات ،، ويملك تلك الحجة القوية مهما يقال أنه مريض ومعيب بتلك العلل النفسية .. وتلك النزعات التي تنازع ذلك المريض عقلياً هي أيضاً تنازع السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني .. والذي بدأ يتساءل بدوره في هذه الأيام ويقول : ( أين ذهبت تلك الملايين والملايين من الأموال التي استردها هؤلاء في لجنة ( إزالة التمكين ) ؟؟ .. فتلك الملايين في الماضي قد نهبها هؤلاء ( التماسيح ) في نظام الإنقاذ البائد .. واليوم فإن الشعب السوداني بدأ يشكك في الأمر ويقول أن تلك المرحلة الحالية لا تخلو ( من التماسيح ) أيضاً .. وما كان يضير هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة لو أنهم أنفقوا تلك الملايين المستردة لإنهاء تلك الأزمات الطاحنة الخانقة التي يعيشها الشعب السوداني .. وإذا لم يفعلوا ذلك ولم يفعلوا فأين تم إنفاق تلك الملايين ؟؟ .. تساؤلات بمنتهى العقل والمنطق والحجة .. وليس من المنطق والمعقول أن يقال أن تلك الملايين المستردة قد تم دفعها في مقابل تلك الغرامات المفروضة على دولة السودان عن تلك الأعمال الإرهابية في أرجاء العالم !! .. ولو صدقت تلك المقولة فإن أموال الشعب السوداني كالعادة منهوبة بأيدي كل من هب ودب فوق وجه الأرض !! .. وهي تلك الأموال التي قد مثلت الملطشة في أيدي هؤلاء التماسيح واللصوص من جماعات الإنقاذ البائد لمدة لثلاثين عاماً .. وبنفس القدر فإن تلك الأموال قد أصبحت ملطوشة بأيدي هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة !! .. وفي اعتقاد الشعب السوداني فإن تلك الأموال ( منحوسة ) بطريقة أو بأخرى !!.. فهي دائماَ وأبداً تتنقل من أيدي التماسيح لأيدي التماسيح !! .. ويبدو أن الشعب السوداني مازال في تلك الغفلة المعهودة .. حيث حقوقه تلك المنهوبة في الماضي وفي الحاضر .. وسوف تكشف الأيام بأن هؤلاء في الحاضر لا يختلفون كثيرا عن هؤلاء في الماضي .. وتلك الأسرار سوف تتجلى للشعب في يوم من الأيام .. وهو ذلك الشعب الذي يعتقد البراءة في كل إنسان كما يعتقد أن هؤلاء من الأنبياء !! .. وتلك الغفلة والسذاجة معهودة في أبناء السودان .
ذلك الإنسان الشريف دائماً وأبداً يتحرى الشفافية دون تلك الضبابية القاتمة .. وينأى بنفسه عن تلك الشبهات .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة أين تلك الشفافية دون تلك الضبابية بين الحكومة المؤقتة وبين ذلك الشعب السوداني .. ولماذا لا تتوفر تلك المكاشفات الصريحة الواضحة بين الشعب السوداني والمسئولين في البلاد ؟؟ .. ولم يشهد الشعب السوداني ذلك النوع من جلسات المكاشفة والمصارحة في يوم من الأيام منذ تلك الانتفاضة .. وفي هذه الأيام العصيبة القاسية الكالحة كان الأولى بهؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة أن يفصحوا للشعب السوداني عن تلك الأولويات التي صرفت فيها تلك الملايين والملايين من الجنيهات !.. أما ذلك الصمت الرهيب فهو صمت أشد قتامه من ذلك الصمت المطبق الذي كان سائداً في أيام نظام البشير البائد .. وفي نهاية المطاف فالكل في عرف الشعب السوداني يدخلون في مصاف هؤلاء ( التماسيح النهمة ) الذين يحللون أموال الشعب السوداني دون ذلك الخوف من الله .. وذلك الإنسان الشريف الطاهر النقي الذي يملك النزاهة في نفسه لا يرضى إطلاقاً بأن يتواجد في منابر الشبهات والاتهامات في أية لحظة من اللحظات دون أن يبرئ تلك الذمة .
لقد جاهر ذلك المجنون بتلك المقولة لأنه مجنون .. أما هؤلاء العقلاء في هذا السودان فدائماً وأبداً يهدرون حقوقهم وممتلكاتهم بذلك الحياء والاستحياء الممجوج الفارغ .. بينما أن تلك الشعوب العاقلة في أرجاء العالم لا تتهاون ولا تتساهل إطلاقاً حين يتعلق الأمر بتلك الأموال العامة .. فالحساب هو الحساب .. والعقاب هو العقاب .. ولا خير فيمن يفقد تلك الحقوق العامة بحجة الحياء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة