مايحيرني في الحكومة الإنتقالية أن كل مكوناتها العسكرية منها والمدنية تعج وتمور وتدور في دائرة التشاكس والاختلاف وظهر ذلك جليا في تصريحاتهم التي يلوكونها في أجهزة الإعلام المختلفة ، اتضح بما لايدع مجالا للشك أن هذه الحكومة تفتقد للخطاب الموحد سواء أن كان من قيادات المكون العسكري او المدني..... فاختلط علينا الأمر وصرنا لا يمكننا تحديد شوكة بوصلة الحكم إلي أين تتجه؟ ، المكون المدني وحواضنهم السياسية وقياداتهم داخل الحكومة او خارجها مختلفون بعضهم ينتقد...... والقليل منهم يمجد ، يطوفون حول قبة لا يوجد( تحتا) فكي !
في بداية هذه السنة وفي عهد الحكومة الإنتقالية طغت علي السطح السياسي أحداث جسام منها ماحدث صدفة..... لكنه لعدم وجودالقبضة الأمنية القوية والسياسة الحكيمة التي يمكن أن تخمد هذا الحدث بسرعة....... انفرط عقد الأمن بصورة دراماتيكية سريعة .... كما حدث في الجنينة بدأ الأمر بسيطا لكنه تتطور وصار صراعا قبليا قتل فيه من قتل وأصيب من اصيب.... ونزح من نزح بل وتتطور الأمر إلي ان وصل .....تنفيذ إعتصام في الجنينة يطالب بإقالة الوالي...وفي نهاية الأمر خلص الوالي أن أحداث الجنينة سببها فلول النظام البائد الشماعة التي ظلننا نسمعها وصكت آذاننا ، الاحداث الاحتجاجية التي ظلت تحدث منذ أيام وبلغت أوجها يوم ٢٦ يناير في الخرطوم وكل ولايات السودان ، خرجت مطالبة بأشياء أساسية متمثلة في توفير أساسيات العيش الكريم وهي حق المواطن علي الدولة ، خرجوا مطالبين بالتغيير للذين اتو لحكم البلاد ولم يقدموا شيئا غير مزيد من التدهور المريع في كل المجالات وليس هنالك خطة للحكومة للخروج من هذه الازمة ولا يوجد حتي بصيص أمل وايضا يدعون أن هذه الازمة مفتعلة وسبب فيها الفلول...
الأحداث التي حدثت في ولاية القضارف من احتجاجات ضد قرارات لجنة إزالة التمكين من مكون يمثل الديمغرافية السكانية لهذه المنطقة والمعروفة والموثقة تاريخيا ، هي نتيجة لقرارات خاطئة وغير مدروسة لهذه اللجنة التي انتقدها حتي من بداخل الحكم قيادات معروفة صبت جام غضبها عليها وظهرت بوادر صراع بين النيابة العامة ولجنة التمكين تم فيها الرشق ببعض العبارات و تبادل الاتهامات فيما بينهما ، لا ننكر أن هنالك أخطاء قاتلة وقعت فيها هذه اللجنة بشهادة رئيسها ولم تعالج ، الان العداء أصبح واضحا وجليا بين لجنة إزالة التمكين وبعض المكونات القبيلة وهذا صراع لعمري له عواقب وخيمة إن لم يحسم ويعالج...... وهي فتنة من نوع جديد ظهرت في الساحة السياسية وأكيد سوف تكون خصما علي الحكومة الانتقالية وصب مزيدا من البنزين علي نار الوضع المتهالك في الدولة ...
يجب علي المنظومات الأمنية المختلفة والتي واجبها حماية البلاد وحماية المواطنين إلا ينجروا وراء الأجندة السياسية التي حتما سوف تؤدي الي خلق صراع بين المواطن وهذه الأجهزة كما حدث في نهاية حكم البشير من ألفاظ غير حميدة تفوه بها المحتجين ممثلة في الكيل لهذه المنظومات الأمنية بل إمتد الكيل والسباب لبعض القيادات فيها ولازالت بعض هذه العبارات موجودة علي الجدارن لم تطالها يد المسح حتي الآن ، الوضع الآن باجماع الشعب أن هذه الحكومة فشلت تماما وفقدت من يناصرها إلا القليل والاحتجاجات التي خرجت شملت كل مكونات الشعب السوداني وليس الكيزان فحسب فنصيحتي للاجهزة النظامية أن تتمسك ببدلتها العسكرية .....وتحافظ علي قسم الولاء الذي ادوه ......ولايلبسون جلابية السياسة التي تنقص من شانهم ولا تدع الشعب يحترمهم ، إذن عليهم الوقوف مع الشعب أن طلب التغيير فليس الشعب كله كيزان ويجب أن تقذف بهذه الشماعة بعيدا...... وليس كل المدردم ليمون....اللهم قد بلغت فاشهد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة