لو كان الأمر يستحق ذلك الجدل لأهتم الشعب السوداني بالتفاصيل !!
تلك البنود عن تفاصيل عملية السلام المزعوم لم تجذب اهتمامات الشعب السوداني إطلاقاً .. وذلك ليس كرهاً في مفهوم ( السلام ) في حد ذاته .. ( فالسلام ) يمثل تلك الأمنية العزيزة الغالية للشعب السوداني طوال أكثر من ستين عاماً .. ولكن ذلك الشعب السوداني بكثرة التجارب يعلم جيداً أن تلك المعضلات لا تتمثل إطلاقاً في تلك البنود والتفاصيل المملة .. وقد جرت مثلها كثيراُ وكثيراً في هذه البلاد .. فكم وكم كانت تلك البنود والشروط والتفاصيل في ماضي التجارب !.. ولكن المعضلات كل المعضلات تتجسد دائماً وأبداً في عدم المصداقية لدى أطراف تلك الاتفاقيات .. فتلك الأطراف قد عودت الشعب السوداني ذلك النوع من نكث العهود .. والشعب السوداني يؤكد لهؤلاء وهؤلاء بأن الأيام سوف تثبت للجميع قريباً بأن تلك الأطراف سوف لن تلتزم إطلاقاً بتلك البنود والتفاصيل .. بل سوف تتراجع وتنتكس سريعاً لسبب من تلك الأسباب التافهة المعهودة والمتبوعة في هذه البلاد .. والتجارب السابقة قد علمت الشعب السوداني بأن عمليات ( السلام ) تستمر لفترة وجيزة محدودة وبعدها تعود الأحوال لحالات الحروب والدمار من جديد .. وعليه من العبث والهراء أن يهتم الشعب السوداني بتفاصيل وبنود تلك الاتفاقيات مهما يطبل هؤلاء الطبالون في هذه الأيام .
وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني متأكد مائة في المائة بأن تلك الأطراف السودانية لا تعرف الالتزام ببنود الاتفاقيات كالشعوب الأخرى في أرجاء العالم .. بل هي تلك الأطراف التي تنتكس عن عهودها كالعادة لسبب من تلك الأسباب التافهة الواهية .. وفي الكثير من الأحيان تستمر اتفاقيات ( السلام ) بالسودان لفترات قصيرة محدودة بعدها تعود الأحوال لحالات الحروب والاقتتال .. وحتى أن تلك الأطراف التي تلتزم بالاتفاقيات تلتزم لفترة مؤقتة وذلك بالقدر الذي يحقق تلك الأوضاع والمصالح الشخصية الذاتية .. أطراف قد تلتزم لفترات محدودة وأطراف أخرى تعود لحالات التمرد سريعاً وتحمل السلاح من جديد .. ولا جديد تحت السماء .. والشعب السوداني ليس بذلك الغبي البليد الذي يلدغ من نفس الجحر ألف مليون مرة !.. فتلك الأطراف السودانية لا تعرف إطلاقاً ذلك النوع من اتفاقيات ( السلام ) التي تدوم للأبد .
( السلام ) منشود ومطلوب في هذه البلاد بشدة ،، ويمثل تلك الغاية الكبرى في مسار البناء .. ولكن الشعب السوداني يريد ذلك ( السلام ) الدائم الذي يماثل سلام الرجال في أرجاء العالم .. ولا يريد ذلك ( السلام ) القائم على المهزلة والتلاعب من أجل المصالح الذاتية والفردية ثم تلك المحاصصة .. ومن المضحك في الأمر أن اتفاقيات ( السلام ) في السودان دائما وأبداً ترتبط بهؤلاء الأشخاص والرموز الذين يهلكون الحرث والنسل ولا ترتبط إطلاقاً بتلك المبادئ التي تحدد العلاقات بين مكونات المجتمع السوداني !.. فبمجرد أن يفقد الشخص أو الرمز مكانته ومصلحته الشخصية الذاتية فإن اتفاقيات السلام تنهار بالكامل في هذه البلاد !! .. وعليه فإن الشعب السوداني لن ولن يجاري بعد اليوم إطلاقاً تلك الخزعبلات التي تدعي اتفاقيات ( السلام ) .. فإما أن يكون ( السلام ) بمعنى السلام الحقيقي كما هو الحال في أرجاء العالم وإما أن تتواصل تلك الأحوال المتردية بنفس المنوال .. وهي تلك الأحوال التي أعتادها الشعب السوداني مرغماً بأسباب الأقدار لسنوات وسنوات منذ فجر الاستقلال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة