◦ ان واحدة من المزايا التي تنفرد بها الشعوب الغربية لا احد يموت بسره صحيح ان الدول تعمل علي ترتيب المؤامرات والدسائس والاغتيالات واعمال غامضة وجملة من الخبائث تتم تلفيقها للابرياء ويقضون حياتهم في السجون وبعضهم يفقدون حياتهم. وفي حالة السودان مئات الاف الناس يفقدون حياتهم بسبب سوء النية للشخص او سود تقدير من احد او البعض وكل هذه الحالات تتم بواسطة بعض الموظفين سواء كانوا جزء من المؤامرة منذ التخطيط او بدور ثانوي يقوم به بحكم وظيفته ولكن الغريب في السودان فقط لا احد يعترف بدوره في هذه الجرائم والمؤامرات التي تمت حياكتها حتي ضد الابرياء حتي في الدقيقة الاخيرة في حياته لا في مذكراته ولا شفاهة عند الاحتضار ليقابل ربه علي الاقل بالتوبة في اللحظة الاخيرة . ◦ فان الشعوب الغربية هم وحدهم لا احد منهم يموت بسره مهما كان ذلك مكلفا للدولة ،وذلك واحدة من الاشياء التي ساعدت في تقليل من المجازفة بصناعة التلفيقات بقصد النيل من احد الابرياء لان تلك الحقائق يمكن ان تظهر في اي وقت لان كتمانها مرهون بحياة الناس الذين لعبوا الادوار فيها وهم يعترفون شفاهة كما فعله قاتل الفنان الامريكي المشهور بوب مارلي عندما علم قرب نهاية حياته طريقة قتله بوضع دبوسا ساما في جزمته والدافع وراء ذلك والجهات الضالعة في المؤامرة واسبابها .وظابط شرطة الفرنسي الذي اعترف بانه طلب ( بضم الطاء) منه وضع بيان مزور في محفظة كروج الجزائري الفرنسي يعترف بمسؤليته كارهابي مسلم في خطف السفير والفرنسي في الجزائر وزوجته والذي ادين بموجب ذلك البيان وقضي خمس سنوات سجن ليخرج من السجن بسبب ذلك الاعتراف ويحصل علي تعويض اكثر من مليوني يورو ويتم معاقبة رئيس الشرطة الذي قام بتلفيق الجريمة . وبل علي مدار اليوم يتم رصد هذه الاعترافات في حالة الاحتضار او في المذكرات .لا احد يشك ان هذا الاعتراف يضيف قيمة حقيقة في العدالة ويحقق كل معاني التوبة الحقيقية. ◦ ان قيمة الاعترافات نعم تتم بعضها عند يقظة الضمير والشعور بالذنب ويتحمل تبعاته بالقطع هذا افضل المراحل الانسانية للتراجع عن الشر .وتتم بعض الاخر عندما يصل الانسان الشعور بالذنب ولكن لا يريد ان يتحمل تبعاته و يعمل علي تسريب المعلومة بشكل او اخر وفي النهاية يتوفر الخيط الذي يكشف الجريمة التي مضت عليها عشرات السنين .وفي حالات التي تعتبر اكثر الاهمية اعترافات الشخص في نهاية حياته عندما يصل ليقين بانه حياته في النهاية يسجل اعترافات في غاية الاهمية بسبب درجة المصداقية والصورة الكاملة للجريمة لا يحتمل بعدها اي شك في مراحل التلفيق او حيثيات الجريمة لان الطفل والمحتضر لا يكذبان . ◦ فان الميزة الحسنة في هذه الاعترافات يستفيد منها كثير من الابرياء تم سجنهم في غياهب السجون عقودا وعقود بناء علي حيثيات قضائية غير حقيقية وتعمل هذه الاعترافات علي المساعدة في ترميم الخلل في قوانين الإثبات ومراجعة كل خلل الذي ادي الي المحاكمات الباطلة او الظالمة . ◦ وهذه الاعترافات بمثابة التوبة الضرورية وتعمل علي تقليل الضرر للاحياء من الضحايا ورفع صفة الجرم علي الذين ماتوا او قتلوا بسبب التلفيق علي الاقل تمنح الابناء والاهل الفرصة لمطالبة بحقوق البراءة سواء كانت مادية او معنوية. ◦ والاغرب ان المسلمين هم وحدهم يموتون ومعهم اسرار جرائمهم التي ارتكبوها ولم يتركوها حتي علي المذكرات .مع ان ذلك تعتبر اكبر توبة ولو في الدقائق الاخيرة بالضرورة تدخل في ميزان الاحسان. لانه يرد للناس حقوقهم ويعالج الأخطاء التي ارتكبها المسؤول في حياته ويكشف الشركاء والفاسدين الذين فلتوا من العقاب . فان الموت مع كل الاسرار التي الحقت ضرر بالاخر سواء كان سياسيا او بحق الافراد يعني تتوفر لديك الرغبة في استمرار تلك الجرائم حتي بعد موتك وبذلك لم تتحاسب فقط بجرم الذي ارتكتبته بل بنتاجئها للابد ، كما جاء في الحديث الشريف . ◦ الاعترافات تجعلك ان تحصل علي العفو من اهل الضحايا وتضع النهاية لمسؤليتك من النتايج المستقبلية . وبشكل عام هذه الاعترافات تساعد كثيرا علي كتابة التاريخ الصحيح للبلد ودقة البحث العلمي. ◦ ولكن الواقع السوداني يخلو من هذه الاعترافات والتي تتطلب الشجاعة .وكل يموت بكل اسراره وبل يعمل علي تدمير مذكراته قبل وفاته لمسح كل شئ خلفه . ◦ الاخوة في المؤتمر الوطني لو قدموا اعترافاتهم في الشخصيات التي اختفت في ظروف غامضة والشخصيات التي ساهمت في الجريمة .وايضا في القضايا التي تلحق الضرر بالوطن بعد وفاتهم بسبب جرائمهم ساعد ابنائهم علي تجاوز التبعات المميتة التي نتجت من تلك الجرائم مثل اسرار جريمة الابادة والذين قاموا بادوار غير مرصودة و طالما لم يعيش الانسان حياة اخري يستفيد مما فعله لا يوجد سببا واحدا يموت واسراره بداخله ،وخاصة تلك التي لا تتضر منها اسرته مثل مصدر المال الحرام الذي يتركه لاسرته . ولكن ليس هناك ضرورة لاخفاء جرائم الاختلاسات الجماعية لغرض التنظيم وباسم منظمة الدعوة الاسلامية واشكال السرقات والجهات التي سرقت والادوات التي استخدمت في السرقات ومصير اموال البترول وكيف تمت تهريبها واسرار التصرف في الممتلكات العامة وطرق التمكين ودراساتهم التي تبين الخلل في مؤسساتهم وكل ذلك تساعد في معالجة الخلل المباشر .بدلا من بذل من جاء بعدهم الجهد سنينا للوصول الي نتائج موجودة أصلا او ان تبقي طئ الكتمان للابد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست