ما يحدث في السودان هو نعمة كبرى، وربما كثيرون يستعجبون من ذلك، ولكنه الحق. فالسودان كان قد بلغ قبل الحرب نقطة اللا عودة من الفساد، والانهيار الإداري والقانوني، إنك لن تستطيع الحياة كإنسان شريف وأمين في السودان، لأن المنظومة كلها تدفعك نحو الفساد وانعدام الذمة والضمير، فكل مصالحك تتعطل إن لم تقم برشوة الموظفين من أصغر موظفل وحتى وكلاء الوزارات، بل وحتى على مستوى الوزراء ومجلس السيادات الوهمية، وهذا ما جعل الدولة تصل لمرحلة من الضلال لا يمكن أن توجد إلا في قصص القرآن الكريم، كقصص قوم لوط وعاد وثمود التي تأتيها الطاغية عذاباً من الله. وسبحان الله الذي جعلني أحيا لأرى هذه القصص القرآنية تحدث واقعاً حقيقياً أمام عينيَّ وسلط الله العذاب على الذين ظلموا، فانتزع الله ملكهم ومالهم وأرواحهم بغتة وهم في غمرة ساهون. هذه الحرب كفارة من ذنوب بلغت السماء، ومظاليم داسهم الطغاة من الأسر الحاكمة وبطانتهم من رجال الأعمال الفاسدين الذين ظهروا فجأة كنبت شيطاني، وتحالف العرق بالمال والسلاح، فظلموا ومكروا مكراً كبارا، وهم إنما يمكرون على أنفسهم، فالله خير الماكرين. إن من يحب هذا البلد عليه أن لا يقف مع عودة البرهان الهارب وبطانته وشعبه المتعفن أخلاقياً منذ ٥٦، بل عليه أن يدعم قوات الدعم السريع، لتجرف كل ذلك الوسخ والعفن، كما فعلت القنبلة النووية باليابان، ثم تنهض الدولة على أسس سليمة معافاة. إن من يقف مع عودة الفلول والأسر الحاكمة الفاسدة القديمة، إما شخص عنصري أو فاسد أخلاقياً، ولا ثالث لهما. أو كما قال تعالى على أمثال هؤلاء: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. صدق الله العظيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة