في حين تم إيكال عملية إدارة مكتب حمدوك من الخارج لشخصيتين بريطانيتين، هما السيد دافيد ثوماس أقلو (لا يعرف عنه الكثير سوى ما أشار إليه موقع تصنيف الشركات، بأنه من مواليد واحد وسبعين، حيث تخرج وعمل بإحدى الشركات، كخبير بيانات)، والشخصية الأخرى،صوفي هيرش خريجة كامبردج والتي عملت بالاتحاد الاوروبي ومديرة بالشؤون الاجنبية لغرب أفريقيا. ففي حين تتم عمليات زرع عملاء للأوروبيين في الداخل، كان هناك مخطط واسع للقوات المسلحة لاستعادة الفشقة من أثيوبيا، مستفيدة من الصراعات الداخلية والعنترية الكاذبة لآبي احمد الذي كان ضابط استخبارات سابق وربيب الغرب كحمدوك تماماً(حتى أنه وبدون اي معايير تم منحه جائزة نوبل اثناء قيامه بعمليات تطهير عرقي في بني شنقول). استعدت القوات المسلحة السودانية جيداً، وكان هناك تحد صغير، وهو (إحتمالية) استخدام اثيوبيا لسلاح الجوي في التصدي لزحف القوات المسلحة السودانية على الأرض. تتمثل خطورة استخدام أثيوبيا لسلاح الجو في تعادل اسطولها مع اسطول القوات الجوية السودانية، مما يمكنها من عرقلة تقدم المشاة على الأرض وتأخير النصر، وهذا قد يفضي إلى إضعاف الروح القتالية للجنود. فللقوات الجوية السودانية العديد من طائرات السوخوي والميغ الروسية، والنان شانغ الصينية، في حين تملك اثيوبيا السوخوي والانتينوف والميغ بالإضافة الى الهيركليز الامريكية والتي استخدمت ابان احتلالها للصومال. لذلك تحوطت القوات المسلحة، واظهرت قوتها عبر مناوراتها المشتركة مع مصر في ااشهور المنصرمة الماضي والتي اطلق عليها "نسور النيل". فشملت تلك المناورات والتدرييات مهام الاستطلاع والإعتراض ، والمعاونة الجوية والأرضية والهجوم والدفاع عن أهداف حيوية، وأعمال الدعم الإداري إلى جانب تنفيذ بعض المهام للقوات الخاصة ومهام البحث والإنقاذ، بحسب قناة روسيا اليوم. كانت تلك رسالة قوية لأثيوبيا، التي كانت تدرك ان هناك مخطط ما لتحرير الفشقة. استمرت عمليات تحرير الفشقة ثم تمشيطها قرابة عشرة ايام، عمل إعلام حمدوك والقحاطة الشيوعيون أثناءها على التقليل من شأنها، وسعى حمدوك لوقف تحرير الفشقة وفشل في ذلك. فالروابط بين حمدوك وآبي أحمد تستند لأب واحد هو الغرب الذي كانوا صنيعته. كانت اثيوبيا تعتمد على (حرب البُلهاء)، وهي حرب تعتمد فيها الأنظمة الحاكمة على مليشيات لا ترتدي الزي الرسمي لمقاتلي الدولة، رغم انهم مقاتلون في الجيش الأثيوبي، وبالتالي تتنصل اثيوبيا من مسؤوليتها من اي عدوان عسكري مباشر، يمكن أن يرتب عقوبات دولية وفق البند السابع من مياث الأمم المتحدة باعتباره عدوانا مهددا للسلم والأمن الدوليين. غير أن آبي احمد وقع (بلسانه) حينما طلب من حمدوك حث القوات المسلحة السودانية على عدم التصعيد في الفشقة. وهو بالتالي اكد عدة أمور من ضمنها: - التأكيد على العدوان الأثيوبي على الفشقة. - التأكيد على محاولات اثيوبيا للقيام بعمليات تغيير ديموغرافي واسعة النطاق في المناطق التي تحتلها. - التأكيد على مشروعية السودان في الدفاع عن أراضيه. وبعد تحريرها الفشقة التزمت القوات المسلحة بحدود أراضيها ولم تحاول التمدد داخل الأراضي الأثيوبية، مما زاد من موقف آبي أحمد وحمدوك صعوبة. لقد نوهنا وحذرنا منذ وقت طويل من اصحاب الجنسيات الأجنبية، فغضب بعض المغفلين من تحذيرنا، واعتبروه تقليلاً من قدرات السودانيين بالخارج. والمسألة في الواقع ليست تقليلاً من القدرات، وإنما تحوطاً وتحصيناً للأمن القومي، وحتى لا يستغل البعض تلك الجنسيات، للتهرب من المحاسبة القضائية زاعمين أنهم (ألمان من اصول سودانية) كما فعل بعض الكيزان. لا زال الإنسان السوداني لا يملك الحساسية الكافية تجاه الأمن القومي، لأن الشعور القومي نفسه ضعيف، ولأن السودان نفسه كيان تمت صناعته من قبل البريطانيين حديثاً بحيث لم يأخذ الوقت الكافي لينضج كقومية (ثقافية على الأقل). ولكن؛ إذا كنا نحن نملك تلك الحساسية اللازمة والكافية فمن حقنا أن نبين للآخرين ما غفلوا عنه، حفظا للوطن وشهادة للتاريخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة