* لا شك في أن دور الإمارات العربية المتحدة في الإقليم الأفريقي والعربي، خاصة السودان، في غاية الأهمية بالنسبة لأمريكا، و لا اعتبار لديها لرأي جيش الشعب السوداني في الإمارات و لا في رأيه حول تواجد الإمارات في أي فعالية من الفعاليات الخاصة ذات الصلة به..
* حاولت أمريكا، قبل بداية مفاوضات (منبر جدة)، أن تفرض الإمارات على حضور فعاليات المنبر، إلا أن السعودية راعت وجهة النظر السودانية فحالت دون ذلك.. و واصلت أمريكا اصرارها على دعوة الاماران و (إصدار الأمر) للجيش السوداني و ميليشيا الجنجويد للذهاب (فوراً) إلى جدة للتفاوض.. فكان أن أثارت غضب نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الذي أعلن عن رفض الجيش السوداني (الأوامر) الأمريكية، وأصدر مفردة ذات إيقاع أحدث وقعاً مريحاً في نفوس الشعب السوداني:-(لا جدة ولا جدادة)!!
* ربما رأت أمريكا أن تنفرد بشأن السودان هي والإمارات، على نحوٍ ما، فارتأت، بعد ذلك، أن تصدر (أوامر) أكثر تهذيباً مع تحديد تاريخ التفاوض دون أخذ رأي جيش الشعب السوداني، عما إذا كان التاريخ الذي حددته (هي) يتناسب مع ظروفه (هو)! * ويبدو أن الإدارة الأمريكية يسودها وهمُ أن الجيش بلا شعب، غرسها السودانيون العاقون في ملفاتها، فأعدت نفسها لتصديق كل ما يقوله أولئك العاقُّون المنتشرون في المهاجر، عن السودان، و ضلّت ضلالاً كبيراً حين تابعت ضجيجهم وضرباتهم على الأواني الفارغة المؤكِدة للإدارة أن الجيش "جيش البرهان و جيش الكيزان..""!
* إن الشعب الذي ثار ثورةً عظيمة على نظام الانقاذ (الفاسد جداً جداً) في ديسمبر المجيدة عام ٢٠١٩، لا يمكن أن يكون سنداً لميليشيا الجنجويد الفاجرة، لا سيما بعد ما رآى عقيدتها بأم عيونه العقيدة المشحونة بمبادئ النهب والقتل والدمار وبإغنصاب النساء وعرضهن لبيعهن في أسواق الرذيلة، كما يحدث الآن في الجنينة والضعين وغيرهما من المدن التي يتحكم فيها الجنجويد..
* لا يكذب من يقول أن جميع شرفاء الشعب السوداني يقفون الآن مع الجيش السوداني، كتفاً بكتفٍ، ومنهم جميع ثوار ديسمبر الحقيقيين ولا جدال..
* إن الجيش الذي يحارب ميليشيا الجنجويد حالياً هو جيش الشعب السوداني، بمن فيهم الاسلاميون (الكيزان) وكتائب البراء.. و قد وضع الجميع مراراتهم السياسية جانباً، وتماسكوا في نضال شرس لسحق ميليشيا الجنجويد و حرق ديايِثة قحت وإحراج إدارة بايدن الساقطة أحلاقياً في قطاع غزة، والموغلة في السقوط بالتعاون مع الإمارات ضد إرادة الشعب السوداني..
* و قد سبق وقلنا أن ميليشيا الجنجويد تعتمد، بالكامل، على إمدادات الإمارات لها بالعتاد الحربي والمرتزقة المحليين والأجانب و الاعلام المزيف وكتيبة الجواسيس الالكترونية عالية التقنية.. أما القحاتة فيعتمدون على الإمارات في تمويل تحركاتهم المريبة و أنشطتهم المضادة لكل ما هو موجب في صالح لإستقرار السودان..
* ظلت أمريكا تخطط لإستمرار الدعم العسكري الإماراتي للميليشيا، على أن يستمر أكل الجيش السوداني من (سنام) ترساناته العسكرية حتى تتآكل تماماً فيستسلم الجيش لأمرٍ واقعٍ تفرضه أمريكا و وكيلتها الإمارات..
* و كان دخول روسيا على الخط مصدر إزعاج مرعب للخططات الأمريكية الإماراتية وعلامة خطيرة لقلب موازين الصراع في السودان، خاصةً و أن سرعة استيعاب جبش الشعب السوداني للأسلحة الروسية المتطورة سوف يكون سريعاً جداً لأن الأسلحة الروسية النقليدية ظلت جزءاً لا يتجزأ من ترسانة الجيش السوداني.. أما حصول الجيش السوداني على طيارات روسية متطورة، فبكون مصيبة كبرى لأن الطائرات الروسية (الميج والسوخوي) موجودة أصلاً ضمن سلاح الطيران السوداني، وهي عصب السلاج الجوي منذ مدة طويلة.. و من السهل للغاية تدرُّب الطيارين عليها طالما عركوها في ميادين القتال من قبل..
* و يتحدث الأمركان وأبواقهم عن إطالة الحرب ما لم يتم إجراء التفاوض بسرعة.. و يكثرون الكلام عن مجاعة ماحقة لأرواح السودانيين و المخاطر التي سيواجهها السودانيون ووجوب إيقاف الحرب..
* و ينبري القحاتة للكلام عن اتساع رقعة الحرب وشموليتها للمنطقة الأفريقية كلها إذا لم يتم إيقاف الحرب.. طالبين لكنهم يستنكرون المطالبة بتنفيذ البنود المتفق عليها في مايو الماضي بمدينة جدة لإيقاف الحرب.. و يسخرون عند ذكر منبر جدة بأن منبر جدة مجرد (قميص عثمان)..!
القحاتة لا يدرون ما نعانيه نحن من نزوح إلى نزوح، وحرمان بسبب ما ارتكبته الميليشيا في حقنا من احتلال بيوتنا ونهب ممتلكاتنا.. ولا يهمهم ولا يهم أمريكا ولا الإمارات سوى عودة العملاء إلى (الاتفاق الإطاري)، أو ما هو شبيه بذلك الاتفاق..
* لكني أؤكد لكم ملءَ الفم ان ميليشيا الجنجويد لن تكون مُرحباً بها في السودان، وللأبد.. أما القحاتة، فسوف يكون لهم مع الشعب السوداني المناضل شأن آخر، والحديث، كما تعلمون، ذو شجون!
حاشية.... حاشية... حاشية... حاشية...
- لا أرى ما يمنعني من أن أقول لكم أنني و أسرتي نبحث عن بيت نرحل إليه بعد أن أخبرنا صاحب البيت بأن أسرته التي هربت من سنجة عند دخول الجنجويد إليها، ولجأت إلى مدينة الدندر ومن هناك نزحت إلى القضارف، سوف تعود إلى بيتها هنا في الحتانة.. أما نحنفقد ظللنا نرحل كل مرة من بيت إلى آخر بعد أن صار أهل البيوت إلى بيوتهم.. و جراء ذلك، ارتفعت أسعار إيجار البيوت والشقق في المناطب الآمنة..
* نعم، إننا نعاني معاناة شديدة، والله العظيم، لكنها معاناة متعمدة ومصدرها معروف لدى أمريكا ولدى القحاتة الديايِثة..
- أما عن المجاتة، فإن صوامع الغلال العامة ملآى، حسب ما كان مخططاً استراتيحياً.. وإن المطامير مكدسة بالمنتجات لكن الجنجويد يمنعون وصولها لمناطق الاستهلاك، بل و ينهبون الغلال المطمورة ويحرقون المحاصيل التي لم يتم تطميرها.. كما وأن الميليشيا تعمل الآن على (صناعة) مجاعة حقيقية، لا قِبل لنا بها، فتقتحم الأراضي الزراعية وتستولي على الآلات والتقاوى والسماد والمبيدات وتقتل من يحاول منعها من المزارعين..
- و لنا عودة إلى ما تريده أمريكا والإمارات في السودان..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة