اليوم أعلنت حكومة ولاية كسلا إعلان حالة الطوارئ في الولاية ابتداء من الغد ( وليس اليوم ) . كنت ومن بداية ظهور الأزمة أتوقع أن تضع الولاية تحت الحكم المركزي لفترة ، وأن تعلن حالة الطوارئ المشددة ، وتكوين محاكم فورية لمن يثبت تورطة في الفتنة دون تأخير ولا مماطلة . هكذا تفرض هيبة الدولة ، فالحرية والديمقراطية لا تعني الفوضى أبدا . هكذا كان التوقع المنطقي والعملي ، لكن أنظر كم تأخر هذا الإعلان عن حالة الطوارئ ؟ وكم خسرنا من أرواح وممتلكات ، بسبب التماطل والتمحرك والتنظير الفارغ . هل حسم هذا التفلت يحتاج لكل هذا الوقت ؟ كان أمام الرافضين للوالي الجديد كل الطرق للتعبير عن وجهة نظرهم وايصالها للمسؤولين ، ولكن بدلا من هذا جنحوا للتخريب والقتل وقطع الطرق وتهديد الناس في أرواحههم وممتلكاتهم . فهل مثل هؤلاء يتعامل معهم بالرفق واللين ، والتهاون ؟ بل هناك من اتهم عناصر من القوات الأمنية بالتواطوء مع المخربين ، والتراخي ، ونشرت فيديوهات لعناصر منهم تكتفي بالمشاهدة للناس وهم يتقاتلون ولا يمنعهم أحد . لا نريد أن نتساءل كما تساءل غيرنا لماذا هذا الاعتراض العنيف على تولى الوالي الجديد ، وما هي مبررات المعترضين ، وأولهم السيد ترك ؟ لا يوجد إلا سبب واحد وهو أثني ، لأنه من قبيلة تختلف مع قبيلة المعترضين ، هكذا ببساطة ، سبب يشي بالجهل والتقوقع ويفتح الباب واسعا أمام المتششكين في هل هذا هو السبب أم أنها حرب بالوكالة ونيابة عن كيزان السوء ؟ ومن حق الناس التشكيك ، فلماذا لم نسمع هؤلاء وهم يقبلون ولاة أخرين من غير قبيلتهم أيام الإنقاذ ؟ إذا لا مجال للتراخي لحسم هذه الأصوات النشاذ ، إيا كان السبب ، فليس من المعقول ونحن نسعى لتحقيق المساواة بين الناس في سودان الثورة ان يسمع الثوار لصوت القبلية واخواتها بالحرية للتخريب وزعزعة الأمن . الخطوة في اعلان الطوارئ جاءت متأخرة . وناقصة . وعلى حمدوك ان يعلن وضع الولاية تحت حكم المركز مباشرة وتعليق عمل الحكومة الولائية موقتا ، مع إعلان حالة الطوارئ القصوى ، وتقديم الجناة للعدالة الفورية . لو حدث هذا للزم كل فأر جحره ، ولخاف المرجفون في المدينة . وبعدها يرجع الأمر لطبيعته .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة