الصور التي نراها والحكايات المسموعة والتي لا تخفى على احد من حالات الناس وضيق العيش ، لا تسمح باي نوع من انواع التراخي او التهاون ، كما لا تسمح بالنفاق والترضيات والمناورات السياسية السمجة . الناس يعيشون اوضاعا مأساوية في معاشهم ، ازمات في الخبز والمحروقات وغاز الطهى والدواء . لا يمنعنا ما يقوم به كيزان السوء من استغلال لهذا الوضع من قول الحقيقة وتحميل الحكومة الحالية المسؤولية الكاملة في ايجاد الحلول العاجلة حتى يستريح المواطن من هذه المعاناة التي تفتك به . لولا ضعف مكونات الحكم في الفترة الماضية بكل اشكاله من مكون مدني عاجز وعسكري يقف مكتوف الأيدي عن عمد وسعيد بما يراه من حال الناس ويظن انه بذلك يدفع الناس ليرفعوه لسده الحكم منفردا ليؤمن نفسه ضد اي محاكمة تطاله بسبب ما فعله في الفترة الماضية . لولا كل ذلك ما دخلت البلاد في هذه المعاناة المفزعة . وعندما نحمل الحكومة كامل المسؤولية نعرف تماما من هو الذي خلف هذه المعاناة ومن يقف حائلا دون خروج البلاد من ازماتها ، نعرف انهم كيزان السوء بمختلف اتجاهاتهم وألوانهم . يعرف ذلك الصغير قبل الكبير ، ويعرف ذلك السيد حمدوك واعضاء حكومته الجديدة والقديمة ويعرفون ان شركاءهم من قيادة العسكر هم جزء اصيل من هذه المعاناة . وانهم يقفون متفرجين ولا يحركون ساكنا وهم يرون المواطن يطحن يوميا في كل خطوة يخطوها وكل همهم انتظار ان تركع هذه الحكومة وترحل ليستولوا على الحكم ويؤمنون انفسهم من كل مساءلة . الوضع الذي فيه الحكومة صعب جدا هذا لا شك فيه ، والتحدي عظيم ، ولكن يجب أن تنتهج منهجا مخالفا تماما عما كانت عليه سابقتها ، وأوله أن تعمل بخطة انقاذية عاجلة لتعيد للمواطن ثقته وكرامته التي اهدرت وضاعت ، وثانيها مكاشفة الناس – على طريقة الدكتور الشجاع صلاح مناع – وتوضح للناس من هو الذي يعمل على زيادة اوضاعهم سوءا أيا كان موقعه , بمعني آخر أن تترك هؤلاء في العراء وتكشف أطماعهم وخزيهم وعارهم أمام الملأ . ليس أمام الحكومة ورئيسها إلا هذا الشعب الصابر تكاشفه وتكشف له من الذي يضع مصالحه اولا ولا يهمه إن ضاع البلد أو مات المواطن . الشعب لن يخزل الصادق الأمين ولن يقصر في نبذ الخائن صاحب المصلحة . حالة البلد لا تتحمل التستر ولا السكوت على المخربين والمندسين وأصحاب المصالح والذين لا ينظرون إلا لأنفسهم . الوضوح والشفافية هي المطلوبة ، لازالة الغشاوة عن الأعين ، ولن ينصلح الحال إذا ترك هؤلاء يعبثون بأمن المواطن واللعب عليه . وعلى كل من أجرم في حق هذا البلد وأهله أن يعلم أنه لن يفلت من العقاب فإن لم يكن في هذه الدنيا ففي الآخرة . قال تعالي : " ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ " سوف يعلمون ،، سوف يعلمون ،، سوف يعلمون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة