نيل واحد وثقافتان ؟ يجمعنا مع الاشقاء الاحباء في ام الدنيا ،التي ندخلها زرافاتاً ووحداناً آمنين ، نيل واحد ... وتفرقنا ثقافتان مختلفتان ، بل على طرفي نقيض . لا نقول ايهما الاطيب ، فلكل ثقافة محاسنها ونقائصها . فللسودانيين سودانياتهم التي تحدث بها الامير الاردني الحسن بن طلال ، وللمصريين مصرياتهم التي تحدث بها الامام المصري محمد عبده . قال : وجدت في فرنسا إسلاماً ، ولم أجد مسلمين . وعندما رجعت إلى مصر ، وجدت مسلمين ، ولم أجد إسلاماً . قال الشيخ كشك يصف مصريات المصريين ، وهو أدرى :
"تسعه أعشار الظلم في مصر، والعشر الاخير يجوب العالم نهاراً ويبيت ليلته في مصر".
وصف السيد الإمام الانسانيات السودانية بالذهب الناعم ، الذي يملك السودانيون منه كنوزاً ما أنزل الله بها من سلطان ، نتيجة لديمقراطيتهم المجتمعية التي يقوم الناس فيها بالقسط . في المقابل تتميز المصريات المصرية ب اللا إنسانية والقسوة نتيجة لثقافة دولة الفرعون التي هي دولة الاوتاد ، حيث يربط الفرعون ، بسلاسل حديدية ، كل عدو من اعدائه المتوهمين والحقيقيين ، وهو مُلقى على ظهره ، في هجير الصحراء ، على اربعة اوتاد من يديه ورجليه ، حتى يموت على مهل ، وهو يتعذب ، من العطش والجوع ، ولدغ الشمس الحارقة ، والثعابين والعقارب ودابة الارض القارصة . ورث المصريون هذه القسوة من ملوكهم ، فهم على دينهم يسبحون ؟ ولكن تحدثنا الآية 50 في سورة المؤمنون : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ). وتمرز الربوة في الآية إلى بر مصر ، التي فر اليها الصبي يسوع مع امه البتول هرباً من اليهود الذين قتلوا النبي يحى المعمدان . ومصر هي الارض التي ساق سبحانه وتعالى النبي يوسف اليها ، ثم وفد إليها الأسباط الأحد عشر، ونبى الله يعقوب، ومن نسل بنى إسرائيل فى مصر جاء نبى الله موسى الكليم . للأسف لم يلتزم المصريون بثقافة الانبياء الذين وفدوا اليها ، كما سوف نحاول توضيحه في المشاهد الصاعقة ادناه ، مثالاً وليس حصراً : واحد : + الكورونا تكشف حقيقة الجينات المصرية ؟ تعتبر الثقافة المصرية المتجذرة اي مصاب ، او حتى متهم بالاصابة بفيروس كورونا ومرض الكوفيد-19 مذنباً بل مجرماً تجب إدانته والتبرؤ منه ، بل نبذه وعزله اجتماعيا ... حتى تثبت براءته ؟ نستعرض ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، بعض المشاهد التي هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع المُعاش ... ولكننا نحكي عن مصر فرعون ذي الاوتاد ؟ هاك قصة ، إن كنت من العادين : الدكتورة سونيا عبدالعظيم عارف ، 64 سنة ، من قرية ميت العامل ، التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، وكانت تقيم في قرية زوجها المجاورة شبرا البهو ، وكانت تعاني من مشاكل صحية مزمنة .
أصيبت الطبيبة سونيا ، بعدوى فيروس كورونا من ابنتها العائدة من اسكتلندا . تم نقل الدكتورة سونيا من قرية شبرا البهو الى مستشفى العزل في مدينة الاسماعلية يوم السبت 14 مارس 2020 . في يوم السبت 11 ابريل 2020 ، توفت الدكتورة سونيا من تعقيدات فيروس كورونا ومرض كوفيد-19 ، وحملت عائلتها جثتها في اسعاف مستشفى مدينة الاسماعلية لدفنها في مقابر عائلة زوجها في قرية شبرا البهو ، بعد اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة في تجهيزها للدفن بالمقابر، التي قيل إن الطبيبة وعائلتها أنشأوها على نفقتهم؟ نعم .... قام اهل المرحومة بمراعاة كافة الاحترازات المطلوبة عند الدفن، ناهيك عن أن الأطباء أكدوا أن العدوى لا تنتقل من متوفى إلى حي . تجمهر اهالي قرية شبرا البهو ، ورفضوا دفن المرحومة الدكتورة سونيا في مقابر القرية ، خشية انتشار الفيروس في القرية ، وخوفاً من نقل جثة المرحومة العدوى لهم ولارضهم . لم تفلح الوساطات في ثنيهم عن موقفهم ال لا إنساني . حملت اسرة المرحومة جثتها في نفس الاسعاف الى قريتها الاصل ،قرية ميت العامل المجاورة ، حيث اهلها وعشيرتها . رفض اهل المرحومة من اهالي قريتها ميت العامل دفن الجثة في مقابر القرية رفضاً مغلظاً ، وقاموا بمظاهرات صاخبة ضد خطر الوصم الاجتماعي لقريتهم . ظل جثمان المرحومة سونيا مسجياً في عربة الاسعاف التي ظلت تدور مابين قريتها ميت العامل، حيث مسقط رأسها، وقرية زوجها شبرا البهو، فيما رفض أهالي القريتين دفن جثمانها في مقابرهم.
تدخلت قوات الامن ، وفرضت دفنها بالسلاح ، في قرية شبرا البهو ، واوقفت ديدبان مسلح لحراسة قبرها من النبش . فتأمل ! يفسر جمال حمدان ال لا إنسانية المصرية بمرجعية نهر النيل الذى بدأت الحياة المصرية على ضفافه ، ويشكل مفتاح الشخصية المصرية. ذلك أن ضبط النهر من طغيان فيضانه هو الذى أنجب خصلة الطغيان فى الشخصية المصرية ، لأنه بغير ضبط النهر يتحول هذا النيل الوادع الجميل إلى شلال جارف يدمر كل شىء أمامه. وبغير ضبط الناس يتحول توزيع الماء إلى عملية دموية تسود فيها شريعة الغاب. ومن هذه البيئة النهرية الفيضية تبلور العقد الاجتماعى بمرجعية الطغيان وال لا إنسانية في الشخصية المصرية . ونزيدك كيل بعير : اتنين : + المصري يسكت عندما يتكلم السلاح ! نواصل في الحلقة الثانية القادمة ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست