جانب من جوانب الفساد الذي لا يعرفها أكثر الناس في هذه البلاد .. وهي تلك المنازل الحكومية التي تتبع للكثير والكثير من الوزارات .. وتلك المنازل هي مسجلة أساساً باسم حكومة السودان في الأرضي .. وقد تم تشييد أغلبها في أيام الخواجات الإنجليز،، والبعض منها قد تم تشييدها في العهود الأولى لمراحل الوطنية .. وتلك المنازل الحكومية متوفرة في الكثير من المدن السودانية .. والحديث هنا عن تلك المنازل بالعاصمة المثلثة .. ومنذ استقلال البلاد يتم التعامل مع تلك ( البيوت الحكومية ) من منطلق العواطف والمعارف والمحسوبية .. حيث تمنح تلك البيوت لأحد أبناء السودان الذين يعملون في وزارة من الوزارات أو في مؤسسة من المؤسسات الحكومية .. وحتى هنا والأمر في حدود الشرعية والمعقول .. ولكن الكثيرون من الناس يعرفون جيداً أن ذلك الموظف أو أن ذلك العامل الذي يسكن في بيت من تلك البيوت الحكومية حين ينتقل للرفيق الأعلى تظل أسرته متواجدة حتى يكبر الصغار .. وأيضاً حتى هنا والأمر في حدود المعقول والمقبول .. ولكن مع مرور الأزمان يكبر هؤلاء الصغار ويصبحون رجالاً ،، ويملكون الكثير والكثير من تلك العقارات في أرجاء العاصمة ورغم ذلك يبقون في تلك البيوت الحكومية في غفلة المسئولين في تلك المصالح الحكومية ،، أو تحت غطاء مسئول من المسئولين الكبار .. أو لتعمد البعض كبار المسئولين من قبل المعرفة والمحسوبية .. وبالتالي فإن تلك البيوت الحكومية تدخل في خانة ( الإرث العائلي ) في بعض الأحيان ،، حيث تسكن فيها الأجيال تلو الأجيال .. وفي هذه الأيام الحديث يدور حول تلك المنازل الحكومية التي يسكن فيها هؤلاء المنتسبين ( لكتائب الظل ) في سنوات النظام البائد .. فهؤلاء يتواجدون في تلك المنازل الحكومية ولا يعترفون إطلاقاً بإرهاصات تلك الانتفاضة الأخيرة .. ويتحدون كل من ينادي بإخلاء تلك المنازل !.. والأمر لا يختصر فقط على هؤلاء في ( كتائب الظل ) .. فهنالك أيضاً فئات أخرى كثيرة كانت تتبع للنظام البائد وكانت من بنات أفكار ذلك النظام .. ورغم ذلك فإن تلك الفئات التابعة للكثير والكثير من الوزارات مازالوا يسكنون في ( بيوت الحكومة ) حتى هذه اللحظات .. وطبعا من سابع المستحيلات أن تهتدي الحكومة الانتقالية المؤقتة لذلك النوع من الاستدراك والانتباه ! .. فهي بطبعها من أبلد الحكومات التي مرت بالبلاد .. وقد تكون هي الجهة التي تمهد لتواجد هؤلاء في تلك المنازل الحكومية .. وذلك لضعفها أو لجهلها أو لقلة حيلتها أو لبلاهة أفكار المسئولين فيها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة