ولكن التحدي الذي يدعو للفخر انتم الشعب السوداني العظيم، وحكومة الثورة بعلاتها!
لماذا امريكا تحت رحمة الكورونا؟
الإستهتار، وعدم الجدية..
اول ظهور للكورونا كنت في استراليا، وتابعت كيف كانت الإجراءآت في المطارات الداخلية، وسؤالك عن حركتك في إسبوعين ماضيات، ومن ضمن الاسئلة ما إذا خالط احد قادم من الصين، او احد له علاقة بذلك، ما جعل تدني في الإنتشار في هذا البلد القريب جداً من مصدر المرض، وتعتبر استراليا اول دولة علقت الرحلات من وإلي الصين في بداية الازمة.
قررت السفر الي الولايات المتحدة في27 فبراير، وفي ذهني اني مستعد للحجر الصحي لمدة إسبوعين، كقادم من الخارج، لمعرفتي بدقة، وصرامة الدولة في السلامة العامة، و امن المجتمع، والناس، في الولايات المتحدة الدولة الاكبر، والاعظم في العالم.
نزلت من الطيارة وكأن احداً لم يسمع بهذا الوباء، زحمة في كل مكان، لا احد يضع كمامة في وجههة، ولا احد عمل لنا الإختبار الاولي لدرجات الحرارة، الذي كان وقتها في السودان، ومعظم دول العالم يُعمل كإجراء اولي.
فوق هذا كله، وبعد ان دخلت الولايات المتحدة مرحلة الخطر، وتصدرت العالم في الإصابات والإنتشار، والوفيات، لدي صديق قادم من الامارات قبل إسبوع، و هاتفني من المطار، وسألته عن الإجراءآت، فقال لي "مافي اي حاجة" حتي قياس الحرارة لم يكن ضمن الإجراءآت، وفي ظرف دقائق كان خارج المطار، الي وجهته داخل الولايات المتحدة، وظل السودان البلد الفقير في إمكانياته، والغني بشعبه، مغلق بشكل كامل من اسابيع ماضية.
الدهشة..
ما اشاهده، واتابعه من إهتمام بامر السلامة، والثقافة حول المرض علي مستوي الدولة، والشارع لأمر يدعو للإعجاب، بهذا الوعي الكبير، وتفهم خطورة هذا الوباء، واخذ الامر بمحمل الجد، بلا تهاون.
في احيان كثيرة نجلد ذاتنا لتقصير هنا او هناك، ولكن تبقى الصورة العامة مشرفة، وارجو ان تستمر علي ذلك، فإن لم تكن واضحة لمن هم بالداخل، فنحن نراها بوضوح جعلنا في دهشة حقيقية.
بعد إنحسار هذه الجائحة سيكون هناك تصنيف دولي علي حسب إجراءات الدول وسيطرتها علي تفشي الوباء، وبموجبه ستُحدد اشياء كثيرة، لأن الفيروس سيكون موجود لفترة طويلة، مما يؤثر سلباً كلما تأخرت الدولة في قائمة التصنيف.
اقسم جازما وبكل فخر لو تم هذا التصنيف سيأتي السودان في مقدمة القائمة.
اخيراً هذا لا يعني تجاهل مأساة العالقين، واخص الذين تقطعت بهم السبل في مصر، وما نعلمه من ظرف حرج هناك، لابد من الإسراع بوضع خطة لإجلائهم باسرع فرصة، ولو دعى الامر الإستعانة بالجهد الشعبي لتوفير الحجر المناسب، كما رأينا هبة الشعب العظيم، في حملة القومة للسودان.
شعب عظيم وافتخر، وكلي إيجابية، لمجرد إحساسي بهذا الإنتماء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة