يصادف اليوم الذكرى الثامنة ليوم حزين فى تاريخ النضال والفن والإبداع – يوم رحيل فقيد الفن والوطن الأخ الصديق عملاق الفن فى إفريقيا محمد عثمان وردى، عليه الرحمة وله الخلود. ففى يوم السبت الموافق الثامن عشر من فبراير عام 2012 غيب الموت أستاذنا وصديقنا الفنان محمد عثمان وردى؛ ذلك الموسيقى الخارق الذى هضم التراث وقفز به إلى المعاصرة بأكثر من ثلاثمائة وخمسين أغنية أبدع تلحينها وأداءها حتى صار عشاق أغنياته فى إفريقيا من أقصاها إلى أقصاها يترنمون بأغنياته باللغة العربية -- رغم أن جلهم لا يفهم معانى كلماتها. كان وطنيا ثوريا سودانيا وإفريقيا وعربيا وعالميا صارع الظلم والطغاة والطغيان ونزف رحيق قلبه من أجل الحب والسلام والغلابة والمسحوقين على إمتداد وطنه وإقليميه والعالم. وظل صامدا على مبادئه إلى يوم رحيله. فكانت قصيدتى فى رثائه وفاءا لعطائه وإعزازا لصداقته وإبداعه فى إحياء ليلة زواجى فى مشهد تقاطر فيه القاصى والدانى فى ميدان الحى جوار نادى العمال بالخرطوم بحرى؛ تماما كليلة "عرس الزين" التى أمتعنا بوصفها أديبنا الراحل الطيب صالح. الأ رحمة الله تتنزل على قبريهما.
وقد رأيت فى يوم ذكرى رحيله هذا أن أعيد نشر قصيدتى فى رثائه.
كتب الأستاذ التراثى الجليل علي عبدالوهاب عثمان أحد أكثر الناس إعتناءاً بالتراث النوبى وتعمقا فيه
Quote: البروف الرائع النوبي الاصيل عبدالرحمن .. يا سلام عليك أيقونة النوبة امس التلفزيون ما قصر كان برنامج كامل عن وردي من عمق السكوت إلى أمدرمان .. وردي عالم لوحده .. رغم بعض الهنات لكن الحلقة كانت جميلة ================================ إحْـتـوطَـبَ الـُرطـبُ الـنَـدِىُّ تَصــرمًا والطلعُ شـاخَ علـى عَـَراجينِ الـنـخــيـلْ ===================== احتوطاب الرطب أقسى ما يمكن أن يراه الانسان في حياته ولا تأتي مثل عبارات إلا شخص متأمل في عمق تلك الشجرة التي نعتبرها أماً روؤماً ولا نعتبرها من الاشجار أو النباتات بل نعتبرها بروح وجسد وإحساس هكذا النخلة لدى أهلنا وفي اللاشعور ..
فقط هذه العبارة (( إحْـتـوطَـبَ الـُرطـبُ )) فيها كل أنواع الألم والأسى لأن الرطب رمزية الجمال في الشكل واللون والطعم وذروة جمال يتم تشبيههها ( بالرطب) وفي القرآن الكريم (رطباً جنيا ) وهنا أشعر أنك في قمة الحزن والأسى لأنك اتيت بعبارة ( أحتوطب ) وهي أقوى من ذبل او تجعد أو جف لأن الرطب الذابل يمكن تناوله أو معالجته ولكن قمة الحسرة والأسي عندما يحتوطب الرطب ويصير حطباً والحطب نهاية تاريخه الرماد ..
الحبيب البروف .. لا أستطيع المواصلة ووردي ماثل أمامي استحضره عندما زار قريتنا وتغنى في كرمة أيام ديمقراطية أكتوبر .. وأذكر ذلك اليوم عندما وقفت العربة التي تقله أمام منزلنا في البرقيق وتحت الشجرة الظليلة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة