في مضامين مستويات الحكم الأربعة المقترحة لإدارة حكم السودان، منها مستوى الإقليم. دار نقاش في أروقة المجلس الوطني سابقاً في منظومة (الإنقاذ) كقضية (رأي عام) انقسم حيالها الناس إلى مؤيِّد للمستوى ومعارض له. وجرياً وراء تفنيد قناعات المعارضين ووضعها في الحسبان، وما أكثرها عند المعارضين ونجملها في الآتي: لا يتماشى المستوى مع المبدأ العام في تقليص الظِّلّ الإداري. وهو أقلّها أهمية عند المستويات الأخرى. سيتقافز الإنفاق على المرافق والوظائف وما إليها ... إلى الأعلى. مناطق كتم الواسعة وأم كدادة ومليط وطويلة و... و... لها روابط أُسرية متجذِّرة مع الفاشر (عاصمة الإقليم سابقاً) وتحتضنهم ضيافة دافئة عندما يَحِلُّون ضيوفاً لمتابعة حوائجهم الرسمية وغيرها. جنوب دارفور (نيالا والضعين. قريضة وبرام والخ ...) كانوا في الأغلب، غير متوافقين مع الفاشر. حتى في مباريات كرة القدم الشعبية، التي كانت تًقَّام على مستوى الإقليم (سابقاً) يَهُبُّ لها أنصار النادي والمشجعِّون من نيالا إلى الإستاد مباشرة ويعودون بعد أداء المباراة - بنهاية صافرة الحكم - من الإستاد الرياضي آيبين إلى نيالا بلا تأخير أو انتظار لأحد. الجنينة بعيدة (والمسافة سَنَة) في أحايين كثيرة لا يأتلِفُون ولا يتّوَاَلَفُون .. منها بأسباب بُعّد الشُّقّة وقِلّة صلة الرحم. نيالا والخرطوم أكثر إنسجاماً وأسرع تلبية لتقديم الخدمة. ومن المهم أن نفرِّق بين الجفاء الرسمي – بالفاشر – ورحابة صدر مواطن الفاشر وطيب معشره. خاصة للذي يتقاسم معه السُّكنى بالحي، كأنَّه بين أهله وعشيرته الأقربين. لكن لا يّصفو كَدَر الدواوين الحكومية. ولا يخفى للحصيف وغير الحصيف وقوفهم كالبنيان المرصوص انحيازاً للفاشر. هذه ناحية ومن نواحي أخرى:- تُعطَى الأفضلية دوماً لموظفي وعاملي الحكومة بالفاشر في التعيين وفي الترشيح واعتماد المنتدبين والمُعَارين. وإذا تبقى شيُُ كأنَّما يستحضرون وليمة الهدهد لجيش سليمان اللَّجب: وقد فَرّق جرادة بمنقاره وألقاها في مياه المحيط قائلاً: (تفضلُّوا): من فَاتهُ اللحم فَلْيشرب المَرَق. في سابقتين لا تُنْسَيان: انقلبت سيارة (حادث مروري) وهي تحمل طالبات الجنينة الوسطى للإجازة. أدى إلى وفاة طالبة بآمالها وأحلام أسرتها وجُرح أُخريات. ففكرت الفاشر وقدّرت وَدبّرت: (أن شارع الجنينة – الفاشر) وَعِر، ولابد من تحويل المدرسة إلى الفاشر. وأعلنوها صراحة: (أن الجنينة تقتل بناتنا) وأذكر أن نقاشاً ساخناً تم بين زملاء بهذا الصدد في كرنوي .. انزلق لسان أحدهم قائلاً: بناتكم في الجنينة (.....) وقادرات على ركوب الحمير حتى الفاشر ... ما المشكلة؟ استشاط زميل الجنينة غضباً وانتفض واقفاً، جالباً عكازتين .. أخذ الأولى ودفع بالأخرى (لبَلَدياته). أعاد التاريخ بفجيعة بنات طالبات الجنينة في إجازةٍ إلى الجنينة. ماتت من ماتت وجُرحت من جُرحت ومع صَدْمة القدر، لم تقل الجنينة: الفاشر قتلت بناتنا. في منافسات كأس المدارس الأميرية الوسطى – وفي مباراة الكأس النهائية رددت جنبات الإستاد – تشاد .. تشاد – كلما تنتقل الكرة إلى أقدام لاعبي الجنينة. ولم تقتصر الصيحات على الطلاب وعامة الجمهور. والمفهوم أننا غير سودانيين! وربما المعاملة الرسمية بهذا المنطق. في توزيع ’’ الأصول ‘‘ بعد تقسيم الإقليم إلى جنوب دارفور وشمال دارفور والرئاسة الفاشر. احتفظوا بأحسن المتحركات وأفضل الكوادر البشرية تأهيلاً وتدريباً بالفاشر والصف الثاني لنيالا وما تبقى كان من نصيب الجنينة وفي الجنينة تقلّد بعض هؤلاء إدارة أقسام وزارية حيوية دون أدنى تأهيل – مهني أو دراسي!! وخَلَا لهم الجو في الخلاء!! بظهور وظيفة جديدة أو خُلُو وظيفة بالجنينة، يجتمعون ... ويتم التعيين من الفاشر (الإقليم) قبل إعلان الوظيفة. ( إرِمي قِدّام وراء مُؤمَّن). تعطّل جهاز الاتصالات اللاسلكي بالفاشر، وتقرر نزع الأسبير من محطة الجنينة وعندما لم يفلح قطع الغيار لإستعادة التشغيل، كرُّوا مجدداً وانتزعوا آخَر من البرج الآخَر . فتعطلت الخدمات في الجنينة والفاشر معاً. من التقاليد المستديمة في دوائر الفاشر، أن أية آليات حركية (سيارات الخ) وكالثلاجات وغيرها تتصَدَّق من الخرطوم للجنينة. يتم استبدالها بواحدة مستهلكة وتصديرها إلى الجنينة بديلة لتصديق الخرطوم. ولا يفوتنا هنا أن نترحم على عمنا السائق مختار أبو المهدي الذي انهارت أعصابه إزاء تلك المعاملة المهينة وفارق الحياة للحظتها بداخل ساحة مستشفى الفاشر التي استبدلت سيارة جديدة أمام ناظريه بقوة رئاسة الإقليم. وسبق استبْدال ’’ بلدوزر‘‘ أرسله أبناء الجنينة من الخرطوم لتسوية أرض استاد الجنينة للإحتفال بعيد الإستقلال وكان غرض حجز البلدوزر – كما ذُكر – لبعض المهام بالفاشر وأَفْنَتَّ الآلية شبابها وشيخوختها في رئاسة الإقليم. هذه بعض من مساؤي (مستوى الإقليم) عشناها بمراراة طيلة سنوات وتنفَسْنا الصعداء حيناً لنعيد تجربة الإقليم . ومستوى الولاية بسلطات نافذة أفضل وحتى بظهور نعرات قبلية تتحدى بقفازة الدين والإستعراب التقليدي والمجلوب. مَنْ يدور بخُلَده تجريب المجَّرب؟ بصوتٍ عال: كفانا ما فات وكفى تكتلات اثنية ونعرات سياسية، قد تجرّ إلى انشطارات. فَلْيَتعقُّلها المتعقلِّون قبل إتساع الرتق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة