شوبنهاور ؛ فيلسوف التشاؤم وصف الحياة بعبارة مرعبة يجفل منها القلب والخاطر: " الحياة بندول ساعة ، يتأرجح بين الألم و الضجر ..! "
الملحن (كارل اورف) ألّف مقطوعة موسيقية كئيبة و مخيفة سماها كارمينا بورانا ، ( عجلة القدر ) ، أو ( أنشودة الشيطان ) وأستند في تأليفها علي 24 قصة من العصور الوسطي ، و ترتكز فكرة هذه النصوص علي دوران عجلة القدر ، ففي كل نص موسيقي تدور عجلة القدر لتحول البهجة الي ألم و الأمل إلي مرارة و الانتصار الي خيبة و كأن الحياة دوامة من العذاب الأبدي تتخللها فقرات قصيرة من البهجة الزائفة و أوهام الأمل ...!
أجري الروائي النيجري تشينو أتشيبي في تحفته الأدبية ( الأشياء تتداعي ) مقارنة سوداوية بين ( القلق ) و (الحزن ) ، خلص فيها الي أن القلق أسوأ من الحزن ، لأن الحزن فيه سكون ( محطة ) و القلق مفتوح علي كل الإحتمالات ( طريق ) "القلق أسوأ من الحزن ، لأن القلق طريق و الحزن محطة "
لم أجد بين ما كتبه رواد الأدب الأولين و الآخِرين أبدع من وصف أبي الطيب لحالة ( القلق ) التي ألمت به في رحلة بحثه المضطربة عن مجدٍ لم يدر أنه بين أصابعه و ذهب ينشده في آفاق الأرض و فلواتها كأن الحزن مشغوف بقلبي … فساعة هجرها يجد الوصالا كذا الدنيا على من كان قبلي … صروف لم يدمن عليه حالا أشد الغم عندي في سرور … تيقن عنه صاحبه انتقالا فما حاولت في أرضٍ مقاما … ولا أزمعت عن أرض زوالا على قلقٍ كأن الريح تحتي … أوجهها جنوبا أو شمالا
في العلوم النفسية التي تهتم بالانواع المرضية من الإكتئاب و القلق الذان يختلفان نوعاً و مقدارا عن الحزن و القلق الذين يختبرهما معظم الناس ؛ الفصل بين الإثنين أصعب من الفصل بين الماء و اللبن أو الروح و البدن ؛ لأن حدوث واحد منهما غالباً ما يترافق مع الآخر ، و لحسن الحظ و لربما للمزيد من التأكيد علي الإرتباط الوثيق بين الإثنين ؛ فإن الأدوية التي تعالج الإكتئاب المرضي هي ذات الأدوية التي تعالج القلق المرضي ، التي غالباً ما تتكامل مع التدخلات العلاجية النفسية غير الدوائية...!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة