سلاطين دارفور وسنار كانت وظيفتهم الأساسية هي صيد البشر وبيعهم لترك ويهود واعراب وبربر لأن هؤلاء السلاطين هم أصلا عصابات غرب افريقيا فلاتة أجانب مع حلب وبربر وترك. وخلال القرنين 16 و17 ظهرت أنظمة إستعمارية قوية في سنار وإلى الغرب في دارفور. كان طريق التجارة الأساسي الذي يربط دارفور بمصر هو طريق الأربعين يومًا الذي شهد انتعاشًا ملحوظًا في القرن 17 عندما عزز سلاطين الكيرا في دارفور سلطتهم وأسترقوا القبائل في غرب وجنوب السودان. وانخرطوا في البيع للترك في مصر من أجل الحصول على السلع الكمالية. وفي الحجاز تم ذلك تحت غطاء الحج وتطلب منهم بواسطة سلطات الحجاز دفع ضرائب في شكل تكليف كسوة الكعبة وخدمات الحجيج.
إزدادت التجارة بين مصر وسنار ودارفور وكانت السلع المصرية والسورية والأوروبية يتم استبدالهم بصادرات سودانية من عبيد وعاج وريش نعام وماشية. وجاء موردي الرقيق من شمال وغرب أفريقيا المعروفون بالجلابة إلى مصر واستقر ترك ويهود وحلب وبربر في السودان. وكانت أسيوط في صعيد مصر هي المركز الرئيسي للتجارة والرق. وكانت القاهرة الوجهة الأساسية لسوق الرق الكبير بها. يجب التمييز بوضوح بين المجموعات السمراء التي كان يجلبهم تجار الرقيق الجلابة من دارفور وسنار وبين المجتمع المحلي النوبي في جنوب صعيد مصر والذين لم يكونوا رقيق ولكن يخلط بينهم وبين الرقيق بسبب تقارب اللون ووجود معسكرات لهم في أسوان فقط. توجد دراسات عديدة تؤرخ للرق ومن بينهم دراسة بعنوان: القبض على قافلة العبيد: حادثة أسيوط (مصر) عام 1880 - جورج م. لا رو
توريد عبيد لخدمة محمد علي حاكم مصر قاده ابنه إبراهيم باشا والعقيد الفرنسي. ولقيام جيش من عبيد السودان أرسل محمد علي فيلق من المماليك إلى أسوان في عام 1820 وبنى ثكنات جديدة لإيوائهم. كان رئيس الكلية العسكرية في أسوان ضابطًا فرنسيًا أصبح معروف في باسم سليمان باشا الفرنساوي. ولدى وصول العبيد إلى أسوان يتم تطعيمهم ومنحهم سترة. العدد الدقيق للعبيد الذين تم جلبهم إلى أسوان ومركز التدريب العسكري الآخر لمحمد علي في منفلوط غير معروف لكن من المؤكد أن عددًا كبيرًا مات في الطريق. ومن بين الذين وصلوا مات الكثير من الامراض والحمى والمناخ. فمن بين ما يقدر بـ 30 ألف عبد تم جلبهم إلى أسوان في عامي 1822 و 1823 نجا 3000 فقط.
بعد عام 1823 قرر محمد علي تقليل تكلفة جلب العبيد وخفض القوة في السودان واستبدل ذلك باتفاقات مع حكام دارفور وسنار. واستخدم الترك بشكل متزايد عبيد للحفاظ على حكمهم وفي بيتوهم. ولنسبة الوفيات المرتفعًة وظهور توترات ومطالبات وصعوبات أسر وتكوين جيش عبيد سودان كان ذلك من الأسباب التي دفعت محمد علي في النهاية إلى تجنيد مصريين محليين لقواته المسلحة.
على الرغم من الفشل في إنشاء جيش عبيد في مصر على أي نطاق واسع فإن استخدام العبيد في الزراعة أصبح شائعًا إلى حد ما في عهد محمد علي وخلفائه. كانت العبودية الزراعية غير معروفة تقريبًا في مصر في ذلك الوقت لكن التوسع السريع في الزراعة المكثفة في عهد محمد علي وفيما بعد الارتفاع العالمي في أسعار القطن بسبب الحرب الأهلية الأمريكية كانت عوامل خلقت ظروفًا مواتية لزيادة اعداد توريد الرقيق من دارفور وسنار ولنشر العمالة غير المجانية. كان العبيد يعملون بشكل أساسي في العقارات المملوكة لمحمد علي وأفراد عائلته وقد قدر في عام 1869 أن الخديوي إسماعيل وعائلته كان لديهم ما بين 2000 إلى 3000 عبد في أراضيهم الرئيسية بالإضافة إلى مئات آخرين في مزارع السكر في صعيد مصر. كل سلاح الهجانة المصري وخدم محمد علي وابنائه والاثرياء كانوا من رقيق غرب افريقيا ومن كردفان والحبشة وانحرص عمل بعض النوبيين المزارعين علي الاعمال البسيطة والزراعة ولم يعرف النوبيين ابدا حمل السلاح أو الرق
عصابات غرب افريقيا ليست لها ملامح واحدة كما ان الفلاتة منهم ماهو اشبه بالحلب والمغاربة ومنهم اشبه بالنيجيريين والغينيين. ومعسكرات واسواق رقيق محمد علي كانت موجودة ومعلومة في اسوان واسيوط والقاهرة ولا جدل في ذلك ودرب الاربعين كانت تجارته الاساسية هي الرقيق قبل ان تتحول للجمال. وشخصيات معادية لمصر بعد إسقاط أسرة محمد علي بواسطة ثورة الضباط الأحرار المصريين عام 1952 كان من بينهم مؤيدين وداعمين لمحمد نجيب لولائه للملك ولحاشيته ومنهم عبدالله خليل ومحمد احمد الفحل المتمهدي الدجال وغيرهم كثيرون. هؤلاء علي الرغم من إدعائهم الإنتماء للنوبيين إلا أنهم ليس لهم اصل ولا تاريخ ولا نسب بشعوب ممالك كرمة التي اصبح اسمهم النوبيين في زمن متاخر وهم اصحاب لغة وحضارة وتاريخ وتراث قوي وقديم حتي اليوم. وكل من له علاقة بالمتمهديين وكيان أنصار الأمة ليس له اصل في شمال وجنوب وادي النيل بل هو من الغزاة المعتدين من غرب أفريقيا. فارض النوبيين في مصر وجنوب وادي النيل تعرض للاستيطان والاحتلال وتخريب الهوية والتاريخ وهذا مثبت بلا جدل. توجد مصادر كثيرة تفصل اسواق الرق في مصر وخاصة في اسوان واسيوط والقاهرة منهم علي سبيل المثال رضا موافي 1985.
عندما تعرض الترك للإفلاس والديون والضغوط من قوي أجنبية لوقف صيد وتجارة الرق رفض الصيادين والتجار من غرب افريقيا هذا الاتجاه وواصل حكام دارفور وكردفان وسنار جرائمهم وتهربوا من وقف الرق واصبحت تهريب الرق متفق عليه مع الترك واليهود والبربر . كما فتحوا خط اخر مباشر لبيع الرقيق في الحجاز وكان اكبر الموردين هو عثمان دقنة الكردي. ولا يجوز ابدا وصف ذلك الشخص بأنه بجاوي ومغالطة التاريخ والادلة. وحارب المجرمون وذبحوا جنرال تشارلز جوردون الذي سعي بجدية ونجاح للقضاء علي الرق والجريمة والفساد. وللأسف حماية الإجرام والفساد والرق صار أسمها الثورة المهدية عام 1884.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست